لم يكن السادات عندما ادّعى أنه آخر فراعنة مصر، ووضع في يده عصا فرعونية، وعلى كتفه عباءة عربية، فوق بدلة فرنجية تحمل علامة (حسن سويلم) ترزي الرؤساء والوزراء وعِلْية القوم، لم يكن ينظر إلى السبب المُفْرِز أو المُنْتِج للفرعون، وإنما ينظر إلى نفسه نظرة جنون العظمة التي أصابته.
وعلى هذا فإن المصريين يعترفون أن أسباب (صناعة) الفرعون تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تركهم للظالم يفعل ما يريد دون أن يكون منهم (مقاومة)، (يلمّوه) يعني على حد ما ورد بالمثل الشعبي.
والعجيب أنه غفل عما وصل إليه عامة المصريين من تشخيص (داء) ظهور الفراعنة على أرض مصر، فقد دَرَجَ المصريون على ترديد مَثَل شعبي يقول “قالوا يا فرعون إيه فرعنك، فقال: ملقتش حد يلمني” أي: ما أوصلك إلى حالة الفرعونية، فقال: لم أجد من يمنعني من الظلم، فتماديت فيه وتحولت إلى (فرعون)!
وعلى هذا فإن المصريين يعترفون أن أسباب (صناعة) الفرعون تركهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تركهم للظالم يفعل ما يريد دون أن يكون منهم (مقاومة)، (يلمّوه) يعني على حد ما ورد بالمثل الشعبي.
والأعجب أن يخرج علينا من يدعي أن منهج سلفنا الصالح أن نترك الظالم يفعل ما يريد… عفوا، هم لم يقولوا ذلك، بل ساندوه، وعاونوه وبحثوا له في غياهب الكتب والمتون والشروح والحواشي، فضلا عن الاستدلال الفاسد الأعرج بحثوا له عما (يشرعن) ظلمه وفرعنته.
إن ما قام به شهداؤنا رحمهم الله، وما يقوم به أبطالنا حفظهم الله؛ لهو نموذج قد يمحو العار عن هذا الشعب في تصديهم لظهور فرعون جديد لا يألو في مؤمن إلا ولا ذمة، لأنهم أدركوا بحسن بصيرتهم أن الفرعون المراد ضرطه يجتمع فيها أسوأ ما في فراعنة دولة العسكر منذ تأسيسها..
نسأل الله تعالى أن يرحم الشهداء، وأن يقر أعيننا بنصره.
التعليقات