الصدع بحقيقة هذه العقيدة

إن الصدع بحقيقة هذه العقيدة; والجهر بكل مقوماتها وكل مقتضياتها. ضرورة في الحركة بهذه الدعوة; فالصدع القوي النافذ هو الذي يهز الفطرة الغافية، ويوقظ المشاعر المتبلدة، ويقيم الحجة على الناس (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) أما التدسس الناعم بهذه العقيدة; وجعلها عضين يعرض الداعية منها جانبا ويكتم جانبا، لأن هذا الجانب يثير الطواغيت أو يصد الجماهير! فهذا ليس من طبيعة الحركة الصحيحة بهذه العقيدة القوية.

وليست وظيفة الإسلام أن يصطلح مع التصورات الجاهلية السائدة في الأرض، ولا الأوضاع الجاهلية القائمة في كل مكان.. لم تكن هذه وظيفته يوم جاء، ولن تكون هذه وظيفته اليوم ولا في المستقبل..

والصدع بحقيقة هذه الحقيقة لا يعني الغلظة المنفرة، والخشونة وقلة الذوق والجلافة! كما أن الدعوة بالحسنى لا تعني التدسس الناعم، وكتمان جانب من حقائق هذه العقيدة وإبداء جانب، وجعل القرآن عضين.. لا هذه ولا تلك.. إنما هو البيان الكامل لكل حقائق هذه العقيدة، في وضوح جلي، وفي حكمة كذلك في الخطاب ولطف ومودة ولين وتيسير.

وليست وظيفة الإسلام أن يصطلح مع التصورات الجاهلية السائدة في الأرض، ولا الأوضاع الجاهلية القائمة في كل مكان.. لم تكن هذه وظيفته يوم جاء، ولن تكون هذه وظيفته اليوم ولا في المستقبل.. فالجاهلية هي الجاهلية، والإسلام هو الإسلام..

الجاهلية هي الانحراف عن العبودية لله وحده، وعن المنهج الإلهي في الحياة، واستنباط النظم والشرائع والقوانين، والعادات والتقاليد والقيم والموازين، من مصدر آخر غير المصدر الإلهي..

والإسلام هو الإسلام، ووظيفته هي نقل الناس من الجاهلية إلى الإسلام.

وهذه الحقيقة الأساسية الكبيرة هي التي يجب أن يصدع بها أصحاب الدعوة الإسلامية، ولا يخفوا منها شيئا، وأن يصروا عليها مهما لاقوا من بطش الطواغيت وتململ الجماهير.

ملاحظة: المقال منقول من كتاب “في ظلال القرآن” سورة الحجر.

التعليقات