إن خيارات مثل (ضرب بعض الإسلاميين ببعض) والذي تبنته أمريكا وبريطانيا وشركاؤهما في الحرب على الإسلام، لا ينبغي أن يفهم منه رضاهم عن بعض الإسلاميين مقابل عداوتهم للبعض الآخر، إذ هو مجرد استغلال مؤقت لحالة التفرق لدى الإسلاميين [وهذا التفرق له أسبابه المفهومة بدرجة من الدرجات] أو إن شئت فقل إنه خطوة على طريق العداوة مع كل الإسلاميين.
ولا زال السؤال يفرض نفسه: ما أسرار العداوة مع كل الحركة الإسلامية؟ ولماذا لا يقبلون بعضها؟
إن الإجابة نجدها واضحة في تقرير راند (2004م.) المشار إليه سابقا، وفي غيره كتقرير راند الذي جاء بعنوان (بناء شبكات إسلامية معتدلة) في عام (2007م.) وفي غيرهما، تتلخص فيما يلي:
أولا: إن تحكيم شريعة الإسلام وإقامة الخلافة الإسلامية كنظام للحكم هما أكبر أهداف جل الحركة الإسلامية المعاصرة بأطيافها.
ثانيا: كما أن استعادة الهوية الإسلامية التي تميز أمتنا، وتقطع تبعيتها للغرب (سياسيا / واقتصاديا / وثقافيا) يعد جزءا أصيلا من رسالة كل الحركة الإسلامية.
ثالثا: أما (تحرير فلسطين) ومن ثم كل ثغور الإسلام المحتلة، فهو الهدف الذي تفهمه وتتبناه كل أمة الإسلام، وفي طليعتها كل الحركة الإسلامية، فهذه أوضح وأكبر معارك الإسلام اليوم.
إنهم يريدون (إلغاء لحاكمية الشريعة) و (تذويبا لهوية الأمة) و (قبولا باحتلال فلسطين).. وهذا ما لا تستطيع أي حركة إسلامية حقيقية [أي: ليست مصنوعة على عينهم] أن تقدمه لهم، وإلا فقدت شرعيتها فورا.
إنه لا يفي بطلباتهم تلك إلا وكلاؤهم من العلمانيين والحداثيين في أغلبهم.. وهم لا يقدرون أن يكونوا بديلا عن الإسلاميين اليوم في التأثير على الأمة.
فما الحل السريع؟
الخطة التي طرحوها، ونفذت في الماضي القريب؟
هل لهذه الخطة امتدادات حالية؟… وأسئلة أخرى، وإجابات عنها فيما يأتي بإذن الله..
التعليقات