لما دعا زكريا ربه بأن يرزقه الولد؛ امتن الله عليه بأنه وهبه (يحيى)، لكن رزق الولد وحده بغير صلاح الزوجة قد يكون نقمة، ولهذا أتبع الله تبارك وتعالى كمال النعمة بأن امتن عليه بأن قال: (وأصلحنا له زوجه)…
ولا يمتن الله تعالى على العباد إلا بالمنن الكبرى، وعلى هذا فإن صلاح الزوجة، أو الزوجة الصالحة من أكبر ما يتنعم فيه العبد في هذه الدنيا، فأي نعمة تعدل أن يسكن المرء إلى زوجة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته..
مع ذلك فيبدو أن أمر الإصلاح ليس بالأمر اليسير! ولهذا تَكَفَّل به رب العزة تبارك وتعالى، ونسبه لنفسه، مع كون زكريا عليه السلام مرسلا…
كما تشير الآية لعدم اليأس من الإصلاح مهما مر الزمن، فقد بلغ زكريا عليه السلام الكبر، أي أنه تقدم في العمر هو وزوجته، ومع ذلك أثبت رب العزة الإصلاح في هذا السن، وبعد مرور كل هذه السنين…
ومع ذلك فيبدو أن أمر الإصلاح ليس بالأمر اليسير! ولهذا تَكَفَّل به رب العزة تبارك وتعالى، ونسبه لنفسه، مع كون زكريا عليه السلام مرسلا، وأي قُدرة لداعية أو عالم مهما أوتي أمام لسان نبي مُؤَيَّد من الله تعالى؟! ومع ذلك فأمر الإصلاح في هذه الحالة سماوي، وليس أخذا بالأسباب …
إذا ثبت هذا فإن الاجتهاد في الدعاء بصلاح الزوجات من أوجب الواجبات، فاللهم أصلحهن لنا، وأصلحنا لهن، وأرزقنا الدعاء لنا ولهن بالصلاح، وارزقهن الدعاء لهن ولنا بالفلاح.
التعليقات