الغطاء الأيدلوجي للاستبداد!!

المستبدون لا أيدلوجيا لهم، إنهم يبحثون فقط عن الأيدلوجية التي تتيح لهم السيطرة على العامة، ومن ثم تحويلهم إلى عبيد تحت مسميات متعددة …

فعبد الناصر ومن معه لم يكونوا شيوعيين أو اشتراكيين أو يساريين، وما قام بغنائه عبد الحليم من كلمات صلاح جاهين في (يا أهلا بالمعارك)، عندما قال: (الاشتراكيين ألف سلام … الحقيقيين ألف سلام … لجمال واخوانه ألف سلام … يحيا لأوطانه) كل هذا كان دجل وخداع، وإنما وجد عبد الناصر و(اخوانه) في الفكر الاشتراكي (وسيلة) تشرعن السيطرة على الدولة وتعبيد الناس، من أعمال المصادرة التي سماها التأميم، وسيطرة (الدولة) على (وسائل الإنتاج)، ودخول العسكر مجال البيزنس والاحتكار بالمصانع (الحربية)، وقوانين ما أسماه (الإصلاح الزراعي) الذي دمر ثروة مصر الزراعية، وتحويل كل (مواطن) إلى (ترس) في ماكينة تملكها الدولة، وتملك أزرار التشغيل والإيقاف والإنتاج ونوعه ونحوها…

كل هذا وجد في الأفكار الشيوعية (غطاءً) أيديلوجيا لهذه الأفعال الحمقاء …

والبشير لم يكن إسلاميا، لكنه وجد في الشعور الديني لدى أهلنا في السودان الذي يتسم بالتدين وسيلته للسيطرة على الشعب السوداني الطيب، ودغدغة لمشاعره الإسلامية ..

إنها يا سادة وسيلة المستبد للسيطرة، البحث عن الغطاء الأيدلوجي الذي يعطي لاستبداده، ومن العته والسذاجة محاكمة (الفكرة) مهما اختلفنا معها إذا انتحلها المستبد..

وبن علي لم يكن ليبراليا منفتحا، بل وجد في خرق الثوابت الشرعية، وتغريب تونس وسيلة أيضا لدغدغة مشاعر طوائف كبيرة، منها النساء اللواتي تعلمن في الغرب أو تأثرن به، فقدم لهن (رشوة) مقابل الخضوع، بالرغم من أنهن يرفعن شعارات رفض الخضوع، لكنهن خضعن لسلطة المستبد! لا سيما وهن أصحاب صوتٍ عال، ويجدن طقطقات الكلام، في مقابل ضعف الجبهة المناوئة نتيجة التضييق والسجن ونوع التعليم الذي يتم (حقنه) للأطفال في المدارس، فيشبون على الأفكار التغريبية، ويرفضون ما عداها، وينظرون للغرب نظرة إكبار وتبجيل، وإلى الأفكار (الأخرى) نظرة ازدراء واحتقار ..

إنها يا سادة وسيلة المستبد للسيطرة، البحث عن الغطاء الأيدلوجي الذي يعطي لاستبداده، ومن العته والسذاجة محاكمة (الفكرة) مهما اختلفنا معها إذا انتحلها المستبد، نعم إذا انتحلها من يعتقدها على الحقيقة قبل الوصول للسلطة يمكن محاكمته باعتباره (التطبيق) العملي لهذه الأيدلوجية، فوجهوا سهامكم يرحمني الله وإياكم إلى المستبد والاستبداد، فهو العدو في الخارج، أما (الفكر) فساحات الحرب والنزال فيها تباين وسائل وآليات مواجهة المستبد!!


التعليقات