حينها يكون الإنسان أقل من الحذاء..

في النصف الثاني من الثمانينيات، انتفعت كثيرا بمحاضرات الشيخ عبدالمجيد الزنداني – حفظه الله – ، وهو أفضل من تكلم في أبواب الإعجاز العلمي، بضبط عال من جهتي العلوم الشرعية والعلوم التجريبية، وطرح إيماني مؤثر.

ومما لا زلت أذكره من كلامه، حكايته عن مناقشة جرت بينه وبين أحد أساتذة الطب الإنجليز، والذي كان ملحدا.

سأله الشيخ: هل يوجد عضو في الإنسان بلا حكمة ولا هدف؟

فأجاب مستنكرا: إنه لا يمكن أن يتخرج طبيب قبل أن يدرس “علم وظائف الأعضاء”!

قال الشيخ: إنما أسأل، ولا أنفي.. فهل يؤدي العضو وظيفته وحده؟

فأجاب: مستحيل، بل تتكامل الأعضاء في جهاز، ليؤدي وظيفة متكاملة.

قال الشيخ: فهل للجهاز قيمة إذا انفرد؟

فأجاب: ما قيمة الجهاز الهضمي إذا ألقيناه منفردا على الأرض؟!.. إنما تتكامل الأجهزة لتحقق حياة الإنسان.

وهنا قال الشيخ: فهذا الإنسان، الذي يتكامل كل ما له هدف من أجل حياته، هل لحياته هدف وغاية؟

فأجاب متهربا: هذه فلسفة.

قال الشيخ: كانت منذ قليل علما، فلماذا صارت الآن فلسفة؟؟.. سؤال أخير: هل تعرف هدف وجود الحذاء في قدميك الآن؟

فأجاب: بالطبع، ولذلك لا يكون في قدمي وأنا نائم.

قال الشيخ لنا: وهذه هي الحقيقة، إن لوجود حذاء في القدم هدف وغاية عند هؤلاء، بينما لا غاية لوجود الإنسان في الحياة.. إن قيمة وجود الإنسان في الحياة عندهم أقل من قيمة وجود حذاء في القدم. 


التعليقات