كيف نتعامل مع الضغوط الناشئة عن كثرة المسئوليات؟

جواب سؤال ورد عن علاج هذه المشكلة (هل لها حل غير التخلي عن بعض المسئوليات)؟

ليس التخفف هو الطريقة الوحيدة، ولكنه الطريقة الأسهل.

الأصل أن التخفف يكون من الضغوط، وليس من المسئوليات، لذلك وسائل كثيرة ترجع إلى محورين:

الأول: أن يستعين بمن يخفف عنه المسئوليات.
الثاني: أن أن ينعزل نفسيا بنسبة مقبولة عن الضغوط .
ويجمعهما: كثرة الذكر بالقلب مع اللسان.

وأعظم ما يدخل تحت الطريقة الأولى:

1) كثرة التوكل على الله والتفويض إليه.
2)  الاستعانة بإخوان الصدق خاصة، وبالناس عامة.

فالكلام مع الخالق ليس كالكلام مع المخلوق، والكلام مع من يرجى نصحه ليس كالكلام مع غيره. ومجرد الخبر.. لا مدح عليه ولا ذم، وطلب صالح الأثر.. شيء آخر، والجزع والشكوى والاتهام.. شيء ثالث.

ومما يدخل تحت الطريقة الثانية:

1) فصل الضغوط بنوم خفيف أو حتى استرخاء يقترب من النوم .
2) فصل الضغوط بنشاط محبب للنفس ومجدد للنشاط (وأعظمه القرآن تلاوة وتدبرا / أو استماعا وتدبرا) .
3) فصل الضغوط بأي نشاط ترفيهي ولو كان من جنس المباح المحض، كملاعبة أطفال أو ممازحة أصدقاء.

وكل ما يذكر في التعامل مع هذه المشكلة يرجع إلى الأصول التي ذكرناها، والله أعلم.

ومن الأدلة على محاور “تخفيف الضغوط”:

1. الذكر من الحلول الجامعة (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
2. الاستعانة بالله (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).
3. الاستعانة بالصادقين (واجعل لي وزيرا من أهلي. هارون أخي…).
4. فصل الضغوط ولو باسترخاء (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه).
وهذه أمثلة للأدلة دون استقصاء ولا حصر، والخبرة البشرية تشهد تبعا.

إذا كان الاطباء النفسيون يقولون إنه لابد للإنسان أن يتكلم ويخرج الهموم التي بداخله حتى لا يصاب باكتئاب.. فهل هذا يعتبر من التشكي المذموم؟

إن ذلك بحسب أمرين:

1. من الذي يكلمه،

2. وما الذي يقوله .

فالكلام مع الخالق ليس كالكلام مع المخلوق، والكلام مع من يرجى نصحه ليس كالكلام مع غيره.

ومجرد الخبر.. لا مدح عليه ولا ذم، وطلب صالح الأثر.. شيء آخر، والجزع والشكوى والاتهام.. شيء ثالث.


التعليقات