جواب سؤال عن الألم من الظلم

السؤال:

هل إحساس الانسان أنه قد ظلم ووجعه لذلك يقلل الأجر على البلاء؟ ويقدح فى الصبر؟

————-

الجواب:

الإحساس بالظلم، والتألم لأجله أمر إنساني، ولا إشكال فيه. لكن المؤمن يتعامل معه بعد ذلك بنظرين: قدري وشرعي..

أما القدري:

فيوقن أن أمره كله بيد الله لا بيد غيره، وأنه لا يظلم أبدا من جهة ربه، بل لا يصيبه شر إلا من جهة نفسه، وأن لله في تقدير هذا الامتحان عليه في هذا الظرف حكمة بالغة وغاية محمودة ولا بد.. فيتألم.. ولا يتحطم، ويحزن.. ولا ييأس، ويتفرق قلبه عن الخلق.. ليخلص تعلقه بالخالق.

وأما الشرعي:

فبالتوكل على العزيز سبحانه، وبالالتجاء إليه، وبالبحث عن مراده في امتحانه سعيا لتحقيقه، وبإحداث توبات تمحو أسباب المصائب، وبإحضار نوايا خير يطلب بها الفرج والنصر.

لكن المحروم فقط هو من يكون نصيبه من الامتحان بظلمه: جزع القلب، وانكساره للمخلوق، وانشغاله عن ربه، والتشكي والتسخط للعباد، واللجوء إلى صنوف العصيان.

والله تعالى أعلم.


التعليقات