قرر العلماء أنه مما يستدل به على سلامة الفهم للطالب، ومما يدل على تأهله لمراتب العلم العلية، بالموهبة والدربة جميعا، أن يجري فهمه واستدلاله على طريقة الأئمة الكبار، فيجد كلامهم موافقا لما يفهم ويستدل ويقول.
فموافقة الأكابر من بركة التوفيق الرباني، ومن علامات الاقتراب من الصواب، فإن العالم هو من كثر صوابه وقل خطؤه، والجاهل على الضد من ذلك، ما لم يستنر بالعالم.
ومن التحدث بنعمة الله علي في بحث “حوارات ساخنة” والذي كتبته بين جدران المعتقل، في قلة من المراجع ووسائل البحث، فضلا عن غياب مراجعة فضلاء العلماء، ما يلي:
كنت قد أخذت من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قاعدة استدل بها في ثنايا بحثه القيم، وهي قوله: “لأن الظاهر إنما يكون دليلا صحيحا معتمدا إذا لم يثبت أن الباطن بخلافه، فإن قام دليل على الباطن لم يلتفت إلى ظاهر قد علم أن الباطن بخلافه” [الصارم المسلول-39] من [حوارات ساخنة-37].
فحاورني بعض الفضلاء في أن هذه ليست قاعدة هكذا، وأن ابن تيمية كان يستدل بها في سياق آخر لا يصلح معه اعتمادها كقاعدة، ونحو ذلك.
وسكت بعد أن بينت ما عندي، لأن من لم يعرف طريقة ابن تيمية في طرد تقريراته وقواعده، قد لا يتاح شرح ذلك له، ولأنني لا أحب جدلا لا يظن أنه يؤدي إلى فائدة ظاهرة.
ثم وجدت العلامة السعدي – رحمه الله – في كتابه “طريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والضوابط والأصول (مختار من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية)” قد أوردها كقاعدة مستفادة من شيخ الإسلام برقم (825) ص 190 ط. مكتبة ابن تيمية (القاهرة) الأولى 1413هـ – 1993 م.
فلله الحمد والمنة.
التعليقات