هناك فريق من الإسلاميين لا يعطي اعتبار للأوضاع و الظروف الدولية، فهو يمضي في ما يريده بلا أى حسابات، فلا يجعل هذه الاعتبارات فى حساباته .
وهذا المسلك لا يوافق العقل السليم، ولا بده له أن يصادم الواقع القائم، مما يؤدى إلى خلل في الحركة، و تعثر في المسير ، ودون القدرة على إحداث تغيير حقيقي تجنى ثمرته .
وفي المقابل نجد فريقا يعطي للإعتبارات الدولية أولوية، ويسعى للحصول على قبول عالمي بأى ثمن ولو كان على حساب بعض المبادئ ” كموالاة المؤمنين ونصرتهم” هذا الاتجاه يجعل من كسب رضا النظام الدولي اساسا لحركته ، فهو لا يتصور إمكانية الخروج عن هذا الفلك فضلا عن السعي لتغيره .
و الوسطية بين هذين الطرفين هى استغلال الموازنات الدولية واعتبار القوى العالمية، و محاولة صناعة واقع ما وتهيئة ظروف معينه تجبر النظام الدولي في حساباته على قبول أوضاع معينة ، وخلق أوضاع تدفعه وتضظره لتمرير بعض المشاريع ، وتشكيل معادلة الصراع بحيث توجه العالم لخيارات تكون في صالح الأمة.
كما أنه من المهم البحث عن منافذ فى المنظومة العالمية يمكن النفاذ و العبور خلالها، واستخدام الفوراق و تضارب المصالح و الفجوات بين الدول كمساحات للمناورة .
ومع هذه الحركة المعقدة و المناورات الصعبة و في أثناء التعامل مع هذه المنظومة المفروضة و محاولة الاسنخدام الأمثل و الأصلح لقونينها ، فإنه يسعى بكل الطرق المتاحة لتغيير هذه المنظومة و إحداث الفجوات بها لإسقاطها ، و العمل على توسيع خروقها ونقضها مع تشكيل منظومة جديدة قائمة على سيادة الحق .
التعليقات