تغنيت يومًا بذاك النشيد
أخي أنت حرٌّ وراء السدود
تذكرت حالي وظلم الأعادي
وأن عشت دومًا حياة الطريد
غيوم الهموم أزاحت شموسي
وضاقت عليّ ثقيل القيود
فناجيت ربي وفاضت دموعي
إلهي قريبٌ سميع شهيد
فيونس في بطن حوتٍ ينادي
ظلومٌ لنفسي وأنت الحميد
فأنجيته من ظلامٍ رهيب
وغمٍ عظيم وكرب شديد
وناديت موسى بصوتٍ جليل
وبعد الكلام أراد المزيد
إلهي أراك وأنظر إليكَ
فرؤياك ربي نعيمٌ رغيد
فقلت كليمي إذا لا تطيقُ
ولو كنت صلدًا كطود عتيد
ولكن تصبر تريث قليلًا
تراني كفاحًا بدار الخلود
إلهي عدوي عظيم الفساد
لئيم الطباع عتل عنيد
تسلط في الأرض يبغي اعوجاجًا
وقد ظنّ جهلًا بأني وحيد
ولكن نصرك عندي يقين
فأنت ملاذي وركني الشديد
وأنت الولي لكل ضعيف
تعوذ من شر أعمى مَريد
إلهي مضيت إليك عجولًا
لعلي أنال سلامًا وجود
إليك رحلت وكلي خطايا
لتغسل ذنبي بعفوٍ مديد
إليك الفرار ورحماك أرجو
فأنت الإله ونحن العبيد
إلهي قد اشتاق قلبي إليكَ
رجاء المحب وشوق المريد
فهل يا تراني أنال القبولَ
ولطف الكريم وقرب الودود
تقول سلامًا فطبتم وطابَ
دخول الجنان ونعم الخلود
فهل يا تراني يسر فؤادي
وينضر وجهي بنور الوجود
وتشرق روحي وتسعد عيني
بوجه الجليل الكريم المجيد
التعليقات