الحالة الثورية ….. و دلالات الإقالة

سواء كانت إقالة وزير الداخلية متوقعة أم لم تكن متوقعة , و سواء توفرت عندنا الأسباب الكاملة لإقالته أم لم تتوفر ” فقد تخفى الكواليس ما يصعب إدراكه بالتحليل و التوقع و الحدس ” ؟ فإن الإقالة تحمل دلالات كثيرة , وتعطى مؤاشرات على مستوى الحالة الثورية .

فقد تكون الإقالة إعلان عن الفشل فى إدارة الملف الأمنى و تحميل أحد الأطراف هذا الفشل , وقد تكون صدى لما تمثلة الثورة من ضغط على معسكر الخصوم الذى يتفكك و تتهارج مكوناته تحت طرقات الثورة المتلاحقة

و هنا يأتى السؤال : إلى أين وصلت الثورة ؟

الثورة خرجت من مرحلة الإقلاع ” الانطلاقة الصعبة ” , ثم انتهت من مرحلة معالجة العوائق و اجتياز الحواجز “الإستمرار مع تلقى الضربات الموجعة , وتخطى المكائد الخادعة ” , وتخطت رحلة عض الأصابع ” معركة طول النفس , و القدرة على الصمود و المواصلة دون كلل ”
و هى الأن فى مرحلة الأشرعة ” التحرك بالدفع الذاتى كالسفينة التى تنشر أشرعتها فتحركها الرياح بشكل تلقائى دون احتياج للتجديف – أو التحرك بالقصور الذاتى كحركة مراكب الفضاء فى الفضاء العلوى “

و فى هذه المرحلة يتميز الحراك الثورى بالاستمرارية مع سلاسة فى الحركة و قلة فى الخسائر حيث تصبح الثورة قى حياة الثوار عملا معتادا مع أنشطة الحياة اليومية , ولم يعد هناك سبيل لإيقاف هذا السيل الثورى , فلم تترك أداة من أدوات إيقاف الثورة إلا جربت و فشلت , وكأن الثورة أصبحت قدرا مقدرا لا مناص منه ولا فكاك .

و إذا قارنا منحنى الثورة المتصاعد و منحنى الإنقلاب الذى عاد إلى المربع الأول
-و تأمل ” المشهد الأول للانقلاب , حيث زعيم الإنقلاب يلقى خطاب الإنقلاب الشهير فى 3 \ 7 و حوله شخصيات تمثل رمزيات مختلفة , و مشهد خطاب التفويض الثانى و صورة قائد الإنقلاب و حوله شركاء الأمس المتشاكسون و عودته لمرحلة الاحتياج إليهم “

إذا قارنا بين هذين المنحنيين نستطيع أن نجيب على سؤال التالى :
إلى أين ستصل بنا الثورة ؟


التعليقات