الانقلاب و الحركة الإسلامية .. و مرحلة التدخل الجراحي
قامت الحركة الإسلامية في العقود السابقة بدور إحيائي و توعوي في جموع الشعوب المسلمة..
احتاجت خلال تلك الفترة لمساحة من الحرية و هامش من الحركة لتتحرك فيه و هي تحت نير المحتلين.. و وفرت هذه المساحة تقلب الأحوال و تلاقي المصالح في بعض المحطات التاريخية.
لكن طبيعة الحركة ذاتها التي كانت أقل حدة و مفاصلة للواقع الجاهلي قد ساعدت في أن تغض الجاهلية طرفها عن استئصال عموم الحركة الإسلامية طامعة بذلك في امكانية احتوائها من جهة ..
و من جهة أخرى ساعدت هذه الطبيعة في اندماج الحركة الإسلامية و تغلغلها في المجتمع الجاهلي و إحداث تغيير ملموس في تكونه. ( تناولت هذا الأمر في منشور سابق بعنوان الإخوان المسلمون حصاد مر أم مثمر .. و أشرت فيه لقاعدة خرق السفينة)
ظلت هذه الحكمة القدرية تعمل حتى استوفت الحركة الإسلامية الكتلة المستهدفة بالتغيير عبر البلاغ..
و كونت كتلة حرجة لإحداث التغيير على الأرض.. و لم يبق لها من أفراد المجتمع إلا من استعصى على التغيير الطوعي و من لا يصلحه إلا السلطان و التغيير الجبري.
و هنا فقدت هذه الحكمة القدرية ” و جود النقص و الدخن في الحركة الإسلامية ” مسوغ وجودها و الداعي إليها فجاءت مرحلة التدخل الجراحي و استئصال هذا العيب في جسد الحركة ..
فكان الانقلاب لتتخلص بعده الحركة الإسلامية من عوالق و رواسب الجاهلية التي علقت بها في الفترات السابقة و أصبحت أكثر نقاءا و وعيا و أصوب في خياراتها من ذي قبل.
فكان الانقلاب لتتخلص بعده الحركة الإسلامية من عوالق و رواسب الجاهلية التي علقت بها في الفترات السابقة و أصبحت أكثر نقاءا و وعيا و أصوب في خياراتها من ذي قبل.
مثل ذلك كمثل طفل و لد بثقب في القلب..
فبعض من يفتقد العلم و الخبرة أراد أن يسرع له بعملية اصلاح مبكرة, لكن لو حدث ذلك لم يتحمل الطفل العملية و لمات من فوره.. لكن الطبيب الخبير يرجئه مدة يعش فيها الطفل و لو على علة و ضعف, حتى إذا اشتد و تحمل إجراء الجراحة, أجريت له فقام بعدها قويا صحيحا.
التعليقات