التمهيد لدولة الإسلام

يرجى ملاحظة أن هذه المقالة من المقالات القديمة التي لا يتطابق تاريخ نشرها على الموقع مع تاريخ نشرها الفعلي

تضطرب الأحداث في مصر وتتسارع، والناس بين التفاؤل وضده، مع كل حدث أو ركود. إلا أنني أرى أن للأحداث اتجاها واحدا .. يمهد لدولة الإسلام .
فالحرية بعد 25يناير، وإظهار قضية الشريعة، ووصول الإسلاميين إلى الرئاسة .. كل ذلك أحدث نقلة نوعية داخل أكثر الصف الإسلامي، إذ رفع سقف أهداف الحركة، بعد أن كان قد وصل إلى انخفاض بشع، في آخر سنوات حكم المخلوع مبارك .

ثم جاء انقلاب 3/7 ليوحد موقف الإسلاميين – في مجموعهم – ، ويستخرج التضحيات، وينقي الصف، مع تصفية الراية للإسلاميين باعتبار انتمائهم للشريعة محورا للصراع .

وعلى غير المتوقع

و على غير المتوقع .. تفرّق الانقلابيون، وتكاثرت الجرائم والفضائح التي نالت أعوانهم، ممن ظنوا أن الظلم سينال الإسلاميين وحدهم. بل على المستوى الشعبي العام .. فمن حشدوهم ليحصدوا مكتسبات الدنيا بعد إزاحة الإسلاميين، لم يحصدوا إلا خراب الدنيا بعد الدين.

وهذا يمهد بما يلي :

أولا : انحصار عداوة الإسلاميين في أضيق دائرة ممكنة .

ثانيا : انفضاض أكثر من دعموا الانقلاب سابقا عن دعمه .

ثالثا : استعداد عموم الشعب لتقدير قيادة الإسلاميين، وتحمل بعض التضحيات في ظلها .
فالتمهيد يجري على مستويات قيادة الحركة الإسلامية وكوادرها ومجموعها، كما يجري على مستويات المتعاطفين من الشعب والمحايدين بل والمخالفين، كما يجري على مستويات الأمة سياسيا وإعلاميا وتربويا .

إن الذين يتوقعون انكسارنا وهزيمتنا منذ اليوم الأول، ستخيب توقعاتهم كما :

أولا : توقعوا بقاء مبارك وجمال، فزالا إلى غير رجعة .

ثانيا : توقعوا عدم وصول إسلامي للرئاسة، فوصل واستمرّ عاما في القصر .

ثالثا : توقعوا إجهاض حراكنا من بداية الانقلاب، أو بعد فضّ رابعة، فلم يجهض إلى الآن .
وثباتنا برايتنا وحراكنا، يجعل تفجّر الحالة الانقلابية المتوقع، يصبّ تلقائيا في صالحنا، ككل ما ينالهم من فشل، أو ينال حياة الناس في ظل انقلابهم من ضيق .

فما حصل من الثورة إلى الانقلاب، كان ثمرة طبيعية لما قبل الثورة، المزايا والسلبيات جميعا. وما يحدث من الانقلاب إلى الآن، مع عدم نسيان ما بعد الثورة، هو الذي سيثمر ما بعد زوال الانقلاب. بزيادة في المزايا، وتقليل للسلبيات، ولو كخطوة في الطريق .
إن التأخر قد أصاب أمتنا عبر سنين طويلة، وحوادث جسام، ومراحل وسيطة بين الأحوال المختلفة. فكذلك التقدم، لن نناله إلا عبر مراحل وسيطة، تمهد لما بعدها، والأحداث تطوي لنا السنين في شهور وأسابيع. والبصير من يرى اتجاه الأحداث .. ولا يقف عند آلامها الجزئية .


التعليقات