أولا : ليس تجنب المواجهة دائما هو القرار الأحكم، كما أن التجنب لم يكن من الصواب أن يعني عدم الاستعداد لو أخذ الخصم القرار بالمواجهة.
ثانيا : إن من يتجنب المواجهة مختارا، قد يواجه مضطرا، وعندها يكون الثمن أفدح (وقد كان). فلا بد من وضع الاحتمالين في المقارنة، وليس فقط احتمالي المواجهة والمسالمة.
ثالثا : تجنب المواجهة لا يكون بإعطاء مكتسبات للخصم تعينه على مواجهتي، بل أعطي مكتسبات للبعض لأفرق الخصوم، ولا بد أن أستخدم من أعطيته ضد غيره، حتى أمنع تجمعهم ضدي.
رابعا : تجنب المواجهة في أحسن آلياته، يكون بإظهار القوة الكبيرة على المواجهة، وتحصيل أسبابها حقيقة. فليس أفضل من سلاح الردع، الذي يمنع خصمك من مواجهتك، كي لا يخسر هو أكثر.
خامسا : لم يكن صوابا أن تسمح للخصم بتحييزك. فتجنب المواجهة لا يكون بإهمال الحلفاء الحقيقيين، والذين صمدوا معي في أحلك الظروف، لتوهم أن وجودهم في المشهد قد يسرع من المواجهة.
سادسا : لم يكن صوابا أن تسمح لخصمك بإضعاف صفتك الإسلامية. فهي سر شرعيتك، وعنوان اجتماع الناس حولك، ووضوحها يحرج من يخاصمك.
سابعا : المواجهة درجات، وتجنب درجة قد لا تقدر عليها، لا يعني عدم المواجهة بدرجات أخرى، لتحقيق المكاسب الحقيقية التي لا تنال إلا بذلك.
التعليقات