فى مقولة “المرحوم فلان”

س : اعتاد الناس أن يقولوا عمن مات (المرحوم فلان) بدلا من دعائهم له (فلان رحمه الله) فهل هذا يدخل في القول على الله بغير علم، لأنهم حكموا بأنه مرحوم وهذا أمر في علم الله ؟

الجواب

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد .. لا خلاف في تحريم القول على الله بغير علم، كما لا يجوز القطع بمصير إنسان في الآخرة بغير دليل. لكن هذا لا يكفي لتحريم قول الناس عمن مات (المرحوم فلان) لما يلي :

أولا : الكلام لفظ يدل على معنى، فالألفاظ وسيلة لنقل المعاني، وإذا حصل افتراق بين اللفظ المنطوق والمعنى المقصود لعذر معتبر، كانت العبرة بالقصود والمعاني لا بالألفاظ والمباني.

ثانيا : لكن ما سبق لا يعني إقرار الناس على ألفاظ ممنوعة، لمجرد أنهم لم يريدوا المعاني الممنوعة، بل قصدوا أخرى مشروعة. إنما يعني أن هذه رتبة أخفّ إن ثبت منع اللفظ.

ثالثا : الأسلوب الخبري يستخدم في لغة العرب، ويراد به إنشاء الدعاء، ومنه قولنا (رحمه الله) فإن لفظه خبر ومعناه المقصود دعاء، وهذا معلوم من جهة العرف المستعمل.

رابعا : فلفظ (المرحوم) خبر مثل (رحمه الله) ولا فرق بينهما من هذه الحيثية، والظاهر أن الناس يقصدون بالأول ما يقصدون بالثاني، وهو إنشاء الدعاء لا الجزم بالخبر. فهم مسلمون لا يدّعون علم الغيب.

وعليه : فلا يظهر وجه لتحريم هذه الكلمة، إلا إن قصد أحد بها المعنى الممنوع الوارد في السؤال. لكن الحكم العام للأصل الغالب، وليس للشاذ النادر.

والله أعلم


التعليقات