ابتداءً لا يتحقق سقوط الإنقلاب إلا برجوع د مرسي إلى الحكم بكامل صلاحيات رئيس الدولة.
و إذا افترضنا امكانية سقوط الانقلاب بدون رجوع د مرسي فإن هذا يرجعنا في أحسن الأحوال إلى مرحلة ما بعد 11 فبراير 2011 و في أسوأ التقديرات إلى ما قبل 30-6- 2013 .
و حتى الوصول إلى مرحلة ما بعد 11 فبراير (و هو احتمال ضعيف) يعد تراجع كبير لما نحن عليه اليوم.. فاليوم نحن لا ندافع فقط من أجل نزع طاغية مرتد محارب للدين.. بل نحن ندافع من أجل تنصيب حاكم مسلم و تمكين الحركة الإسلامية من الحكم لتحقيق الهدف الأسمى و هو الحكم بالإسلام..لذا كانت 11 فبراير مرحلة بدائية من الصراع.. بذلت الأمة بعدها تضحيات كثيرة.. و خطت الحركة الإسلامية بعدها خطوات للأمام لم يفسدها إلا ثقافة الضعف و الانهزامية و غياب الاستعلاء بالعقيدة و مفاصلة الجاهلية.. فنحن الان في جولات متقدمة من الصراع بل قد تكون الجولة النهائية على صعيد القوى الداخلية المعادية.
في حين أن رجوع مرسي بعد كسر الانقلاب يعني أن الحركة الاسلامية تمكنت من الحكم بشكل حقيقي .. أي في حالة أفضل بكثير من ما كنا عليه بعد انتخابات الرئاسة.. و هذا قد يكون أحد أسباب تفدير الله بحدوث الانقلاب و الدرس الكبير الذي أتمنى أن تكون الحركة الأسلامية قد وعيته بعد هذا الحدث.
كما أننا نحتاج لشخص د مرسي.. كرئيس تم انتخابه.. مما لا يضطرك إلى دخول انتخابات اخرى قد تكون خاسرة في حالة سقوط الانقلاب دون رجوع مرسي.. وهذا مايجعل الحفاظ على حياة مرسي و التمسك برجوعه بصلاحيات كاملة هدف استراتيجي لنا.
أما الحديث عن تطهير لمؤسسات الدولة دون وجود الإسلاميين في الحكم.. أرى أن هذا الكلام من نسج الخيال و لا يمكن تحققه على أرض الواقع.
أمر اخر مهم .. هذا التفكير لا يتناسب طبعا و لن يفهمه أصحاب استراتيجية الخروج بأقل الخسائر.. و أصحاب رؤية أن ما نمر به أزمة و نكسة و أن هدفنا هو الخروج و النجاة منها لا أكثر.. في حين أن ما طرح هنا مبنيا على اعتيار أن هذه المرحلة مرحلة علو للإسلام انطلاقا من استقراء الواقع الحالي و استشراف المستقبل القريب.
التعليقات