قبل أن يتسرع أحد في اتهامي أنني من دعاة الفوضى أو مشجعيه؛ إنما أردت فقط أن ألقي الضوء على حقيقة تاريخية وسنة اجتماعية.
وهي أن الاستبداد دائما ما يدلل على مشروعية وجوده باستقرار الأوضاع تحت حكمه وثباتها في ظل سيطرته، فهو الامتداد الطبيعي للسلطة والمرادف الوحيد لمصطلح الحكم. وتكون أي نداءات للتغيير هي خروج عن الشرعية ومؤامرة على مصالح الرعية، تجعل أصحابها في دائرة المخربين المجرمين المتهمين بالخيانة العظمى والجريمة الكبرى، يعاقب على اقترافها القانون باقصى عقوبة، ولا يصح أن يُمنح لصاحبها عفوا أو تؤخذ بهم رأفة.
والقران يشير إلى هذه الحقيقة؛ فعندما أراد فرعون أن يستدل على مشروعية ملكه قال ” أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ”
أما موسى فهو مخرب فاسد صاحب مشروع تخريبي تدميري لأنه أراد أن “يبدل دينكم”
ونظامكم وما استقررتم عليه وهذا مرادف أنه يسعى لاظهار الفساد في الأرض “أو أن يظهر فى الارض الفساد” لذا لا سبيل معه إلا البطش به ومن معه من المخربين الخارجين” وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد”
وبنفس المنطق ” قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ *** فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ”
من هنا نعرف لماذا كلما حصل حراك شعبي ضد الظلم يتحفنا الطغاة من جهتهم بهذه القاعدة المذهبة والمعادلة المحكمة (أنا أو الفوضى)…
التعليقات