من أعظم ما قدمه أبو الحسن الأشعري هو كسره لظهور المعتزلة و الفلاسفة و الرافضة في زمن علا فيه شأنهم.. و كان الأشعري يهدم ضلالاتهم اعتمادا على أصولهم حيث كان فذا في علم الكلام.. فساعد بذلك أهل الحديث “الحنابلة” في دحض حجج أهل الأهواء.. و كان أهل الحديث يدخلونهم_الأشاعرة_ ضمن أهل السنة و يثنون على أئمتهم كالأشعري و الباقلاني و الجيلاني و الغزالي و غيرهم.. رغم مخالفتهم لأهل الحق في بعض المسائل و بعض مناهج الاستدلال.. و عرفوا لهم مجهودهم الجليل في حماية الدين و الذود عنه.
لكن العقلية السلفية “المعاصرة” تهدر كل هذا النضال..و تتجاهل أثر هذه المعركة الفكرية التي واكبت المعركة العسكرية ضد الظهور الرافضي و الباطني و الصليبي.. التي كانت هي الأساس الذي قامت عليه تلكم الانتصارات.. بل أججت حدة الصراع بين أهل السنة و الأشاعرة و أخرجت العلاقة من نطاق الجدال العلمي إلى حيز العداوة و الصراع.
بنفس هذه الطريقة تتعامل هذه العقلية مع حركة الإخوان.. فلا تقدر لها دورها في حماية دين الأمة و الحفاظ على عقيدتها و هويتها في أجواء ردة جديدة و عالمانية متمكنة و تفسخ أخلاقي و اجتماعي ممنهج.
و المدقق يخلص إلى أن طريقة العلماء القدماء كابن تيمية و الذهبي و ابن كثير مع الأشاعرة .. و المعاصرين مع الإخوان على غير هذا السيبل.
التعليقات