إن أي منظومة جاهلية في التاريخ ترتكز على ثلاثة أضلاع. هذه الأضلاع أشارت إليها الاية الكريمة فى سورة غافر ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ”.
فرعون: و يمثل السلطة السياسية والقوة (الحاكم).
هامان: و يمثل السلطة الدينية (الكاهن أو الساحر أو المفتي).
قارون: و يمثل الثروة (كبار التجار).
وقد يحدث شكل من أشكال التباديل فى هذه المسميات ولكن الأدوار تكون ثابتة.
فيمكن أن يكون الحكم و السلطة السياسية هي صاحبة الثروة وتكون القوة مع أمراء الجيش فتصبح عندنا ثلاثية (الحاكم، الكاهن، قائد الجند)
أو يكون صاحب السلطة السياسية معه السلطة الدينية كما هو فى أوروبا العصور الوسطى (البابا،الملوك،الإقطاعيين).
وهنا نجد أن هذه المنظومة بمحاورها الثلاث تقوم على احتكار (السلطة السياسية ،الشرعية الدينية، القوة العسكرية، الثروة).
وتحالف القوى هذا يمثل العدو التقليدى لدعاة الحق وقوى الإصلاح. وقد عبر القرآن عنه بتعبير الملأ.
فمع نوح عليه السلام “قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ“.
ومع هود عليه السلام “قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ“.
وصالح عليه السلام “قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ“.
وشعيب عليه السلام “قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا“.
وموسى عليه السلام “قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ“.
التعليقات