يعاني بعض المنتسبين إلى الفكر الإسلامي من الإغراق في المادية و البعد عن إدخال الغيبيات في الصراع و التخطيط للحراك على الأرض … سواء في تقييم معايير القوة أو تفسير وقائع التاريخ أو فهم ملابسات الواقع أو استشراف حركة المستقبل.
ويعتبر هذا الفريق أن هذا منتهى الواقعية مدللون على ذلك لإنزالات خاطئة احتواها التاريخ الإسلامي.
صحيح فى فترة من الفترات ظن بعض المسلمون أنهم في نهاية العالم….. وأن الاجتياح التترى للأمة ما هو إلا يأجوج ومأجوج… و زعم بعضهم أنه قد أظله زمن المهدي بل عين بعضهم شخصه.
كل هذه الأمثلة أخطاء فى التنزيل لاتهدم القاعدة.. وإذا تقصينا منهج النبي والصحابة فى التعامل مع الغيبيات وتنزيلها على الواقع لوجدناه يخالف تلك النظرة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم شك في ابن صياد أن يكون هو الدجال… والصحابة أثناء فتحهم للعراق وفارس والشام ومصر استحضروا البشائر النبوية بفتح تلكم الممالك… و لم تشكل هذه البشارات دافعا معنويا وحسيا للفاتحين الأوائل. ..بل شكلت لهم رؤية واضحة المعالم…ورسمت أبعاد وإحداثيات الحركة….حتى قال أبو هريرةبعد فتح الأمصار فى زمن عثمان” افتحوا ما بدا لكم فوالذي نفس ابي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها الى يوم القيامة الا وقد اعطي محمد مفاتيحها قبل ذلك.
” فهبط رسول الله صلى الله عليه وسلم مع سلمان في الخندق واخذ المعول وقال: «بسم الله، بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة، وبرقت برقة فخرج نور من قبل اليمن كالمصباح في جوف ليل مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «أعطيت مفاتيح اليمن، اني لابصر ابواب صنعاء من مكاني هذا، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر، فخرج نور من قبل الروم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أعطيت مفاتيح الشام والمغرب، والله اني لابصر قصورها الحمر، ثم ضرب الثالثة فقطع بقية الصخرة، وبرقت برقة فكبر وقال: اعطيت مفاتيح فارس، والله اني لابصر قصر الحيرة ومدائن كسرى كأنها انياب الكلاب في مكاني هذا، لاني لابصر قصر المدائن الابيض الآن”.
” فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعدها , والروم ذات قرون كل ما سقط قرن ظهر غيره ” ” إنكم ستفتحون مصر, و هي أرض يسمى فيها القيراط.. ” أي المدينتين تفتح أولا.. فقال: مدينة هرقل”
فما نلمسه من افتراق و تمايز الناس اليوم ما هو إلا توطئة لطبيعة المرحلة التي وصفها النبي-صلى الله عليه و سلم- “”حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه و ما يحدث الان بالشام يتماشى مع كونها أرض الملاحم.. و اجتماع اليهود في بيت المقدس”لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ” تقوم الساعة والروم أكثر الناس” ثم تكون حكما جبريا , فتكون ماشاء الله أن تكون , ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها , ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”
التعليقات