القوم حائرون والناس مختلفون

بخصوص إغلاق المساجد وتعطيل الجمع والجماعات، فقد اختلف الناس في هذه المسألة بين معترض وراض، ومحرم وموجب، ومنشأ الخلاف من وجهة نظري وعلى قدر متابعتي؛ هو كالخلاف بين الفقهي والسياسي!!

وأما من رفضوه فقوم أخذتهم الغيرة على شعائر الإسلام أن تعطل بعد أن بدلت شرائعه، وغلبهم حب المساجد ورحباتها والجمع وبركاتها والجماعات وثوابها…

فأما من رحبوا بهذا القرار فقد نظروا إلى سعة ومرونة الفقه الإسلامي، ودوران مقاصد الشريعة مع مصالح العباد وجوداً وعدماً، وبعض السوابق التاريخية.

كما غلبهم الوعي الصحي والرابط التنويري الأصيل بين العلم والإيمان وما شدد عليه العلماء والأطباء والمتخصصون من وجوب الحجر الطبي.

وأما من رفضوه فقوم أخذتهم الغيرة على شعائر الإسلام أن تعطل بعد أن بدلت شرائعه، وغلبهم حب المساجد ورحباتها والجمع وبركاتها والجماعات وثوابها، بل لعلهم تعلقوا بالأذان إذ هو صوت الحرية الوحيد الباقي في بلادنا.

كما أنهم قوم يعون جيداً أن القرار سياسي من الناحية الرسمية، وإنما استدعيت فيه آراء الفقهاء أو الهيئات الشرعية كتمرير لتلعب دور المحلل للقرار فحسب، وهم أدرى الناس وأوعاه بمجافاة الجهات الرسمية للدين بل وحربها عليه، فلا ثقة لهم فيها، بل ويخشون أن يكون الأمر في حقيقته؛ مجرد إجهاز على ما تبقى من شعائر ديننا.

كما أن الجماعات تقوم ولو برجلين -مقيم الشعائر والإمام- والجمعة يكفيها أربعون رجلاً ليقوم نصابها.

ولو كان القرار من سلطة نظامية تعبر عن نبض الشعب ودينه وثقافته؛ وتنزل على رأي الفقهاء وحكم الدين في الأمور -والذي طالما نَحَوُّه ونَحوهم وأقصوه وأقصوهم- لوثق الناس في تلك القرارات ونفذوها راضين مختارين.

قد دمر النظام البنية التحتية الخيرية او ما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني التي كان يقوم عليها تجار الدين بزعمهم، فلما استلمها تجار الأرض والعرض والوطن؛ سرقوها وتركوهم في العراء.

ونفس الأمر يقال في حق أولئك الفقراء والمعدمين الذين يطالبونهم بالمكث في بيوتهم، فمن أين يأكلون ويطعمون عيالهم، والنظام المجرم منذ أول يوم له وهو يدوس رقابهم؟!

من أين وقد ألغي التموين والتأمين وزاد أسعار الكهرباء والمياه والبنزين؟!

هل يبيعون أولادهم في سوق النخاسة أم أعراضهم في سوق المتعة الحرام ياترى؟!

وقد دمر النظام البنية التحتية الخيرية او ما تسمى بمؤسسات المجتمع المدني التي كان يقوم عليها تجار الدين بزعمهم، فلما استلمها تجار الأرض والعرض والوطن؛ سرقوها وتركوهم في العراء.

كما أن أولئك المساكين من أبناء شعبنا ليس لهم من جزيرتين لتباعا ولا حقولاً للثروات البحرية ولا مدناً جديدة أو أراض تجارية، ولا وراق ولا غيرها ليشتريها المستثمر؟!

ولو وثقوا أن اموالهم التي احتفتها الضرائب ستعود عليهم وأن نظامهم الحاكم سيؤدي لهم الدعم المطلوب من الغذاء والكساء والدواء؛ لمكثوا في بيوتهم ولو بضعة أيام ليرتاحوا من حياة الضنك والشقاء التي عاشوها مذ عرفوا الدنيا.


التعليقات