السيسي ومؤتمرات الشباب

ترك خوف السيسي من تكرار ثورة يناير أو خروجه هو والجيش من السلطة تداعيات بارزة على سياسات نظامه الداخلية، والتي تمحورت حول تأميم المجتمع لحساب الدولة، واعتماد الحلول الأمنية تجاه أي أزمة، وتقنين الممارسات القمعية، وسحق المعارضين وبالأخص منهم الإسلاميين، وتفكيك الطبقة الوسطى التي لعبت دورا بارزا في ثورة يناير، والتي تُعد في علم الاجتماع طبقة مثيرة للقلاقل.

خلال تلك المؤتمرات يحرص السيسي على استعراض أغلب القضايا التي يثيرها ضده مناهضوه، وتقديم تبريرات لتصرفاته تجاهها..

ولمعالجة التخوف أعلاه عمل السيسي على فتح قنوات اتصال فاعلة بين نظامه، وقطاعات مختارة من الشباب عبر عقد مؤتمرات دورية للشباب، يجيب فيها على تساؤلاتهم. وتتنوع أماكن عقد تلك المؤتمرات حيث تعقد في محافظة مختلفة كل مرة. وصرح السيسي بأنه يود عقدها بصورة شهرية أو كل شهر ونصف. وقد عبر صراحة عن الغرض من عقد تلك المؤتمرات قائلا أنه يتمثل في تفريغ الطاقة السلبية للشباب، وعدم إعطاء فرصة لأصحاب الفتن لإدخال الدولة في مشاكل وفي نزاعات مع بعضها البعض. ومن أجل أن يستمع له الشباب كي يتحملوا الوضع.

وخلال تلك المؤتمرات يحرص السيسي على استعراض أغلب القضايا التي يثيرها ضده مناهضوه، وتقديم تبريرات لتصرفاته تجاهها. فعلى سبيل المثال تطرق للحديث عن دور القوات المسلحة في الاقتصاد المدني أثناء افتتاحه توسعات شركة “النصر” للكيماويات بمنطقة أبورواش بالجيزة فقال: إن نصيب القوات المسلحة من الاقتصاد المدني يتراوح من 1.5% إلى 2% ولا يبلغ 50% وفق ادعاءات البعض. وأضاف أنه يوجد 50 ألف مدني يعملون في إدارة العاملين المدنيين بالقوات المسلحة، وأن مشروعات الجيش تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات. وأن الجيش لا يحظى بأي امتيازات عن شركات القطاع الخاص!!.

وكذلك يحرص السيسي خلال تلك المؤتمرات على استعراض التحسن الذي حدث في المؤشرات الكلية للاقتصاد إثر العمل على ضبط الموازنة العامة للدولة عبر خفض الإنفاق الحكومي وترشيد الدعم. من قبيل ارتفاع نسبة النمو السنوي في عام 2018 إلى 5.5% مقارنة ب2% عند وصوله للرئاسة. وانخفاض عجز الموازنة من 11.5% في عام 2015 إلى 9.5% في عام 2017.

ولم ينس السيسي أن يلوح باستخدام الجيش لقمع أي حراك شعبي واسع قائلا (التخطيط معمول إن الجيش ينتشر في مصر خلال 6 ساعات. لا يظن أحد أننا سنترك البلد أو نسمح أن تضيع منا ويضيع الناس معنا).


التعليقات