يعرفها أولئك الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، يعرفها جعفر ابن أبي طالب الطيار وهو إمام الهجرتين إلى الحبشة، يعرفها بديل فراش النبي ليلة الخوف علي ابن أبي طالب، يعرفها أبو بكر الصاحب.
يعرفها من أبى أن يعود أو يسترد داره وماله وأرضه بعد إذ نصره الله؛ حسبة لله وليبقى أجره على الله ما بقي الليل والنهار..
يعرفها سيد المهاجرين والمبعوث منذ الأزل إلى طيبة الطيبة، والفار بخبزه إلى أرض تيماء كما في الكتب القديمة، ذلك المخطف والمخوف والمعذب النازل من جبل الطائف تدمى قدماه ورأسه، وما به موضع إلا يعصره الألم، وما يؤلمه جرح غدرهم، وإنما يؤلمه الحق الذي كذبوه والدين الذي عادوه.
يعرفها الذي طرد من وطنه، وأغلقت دونه أبواب مكة وهي أحب بلاد الله إليه، حتى يدخلها في جوار رجل من المشركين عز عليه أن يمنع ابن أخيه منها، يعرفها الذين ءاتمروا به ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه، والدار والقوم الذين تجمعوا.
يعرفها من أبى أن يعود أو يسترد داره وماله وأرضه بعد إذ نصره الله؛ حسبة لله وليبقى أجره على الله ما بقي الليل والنهار، يعرفها الذي اشترى من ناصروه على الذين طردوه، ولو بعد أن أسلموا.
ذاك الذي فاض قلبه رقة وشفقة حتى بكى عند قبر امرأة شهدت استضعافه وإيذاءه ولم تشهد نصره وملكه، يوم بكى عند قبر أم المؤمنين وحبيبة المستضعفين؛ وصاحبة اليد البيضاء على المهاجرين كل المهاجرين .. خديحة.
التعليقات