لم يبدأ حصار مصر وتدمير مقدراتها اليوم، وذلك راجع لوعي الغرب عموماً والشيطان الأكبر خصوصاً؛ بحركة المجتمعات وكيفية حرف مسارات التاريخ.
لقد بدأت مؤامرة سد النهضة وغيرها كتسليم الجزر وتكبيل مصر بالاتفاقيات والديون منذ كامب دافيد وما تلاها من أحداث وأهمها اغتيال السادات. حيث عمل العدو الأمريكي على التغلغل في غرب أفريقيا أولاً، ثم تمدد إلى شرقها فيما بعد.
وأما عن تسليم ملف الوساطة في موضوع سد النهضة إلى الوسيط الأمريكي غير النزيه وإعطائه الهيمنة عليه؛ فهو يعني آخر مراحل قطع شريان الحياة لمصر وهو نهر النيل.
كما قام النظام منذ تولي حسني مبارك الحكم في مصر بإضعاف دور مصر إقليمياً وافريقياً، وكانت أخطر الثغرات هي تدمير علاقة مصر بإثيوبيا؛ رغم إلحاح الأخيرة كثيراً على مصر لدعمها في مرحلة النهوض بالمدرسين والأطباء والخبراء الزراعيين.
وتوج نظام مبارك ذلك بالإهانة التي وجهها للرئيس الأثيوبي بعدم استقباله بشكل لائق حسب البروتوكلات السياسية المعروفة؛ في مطار شرم الشيخ لحضور المؤتمر الذي عقد آنذاك وبعد محاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا والتي لم يكن لإثيوبيا أي يد فيها.
وفي نفس الوقت كانت إثيوييا تنفتح خارجياً وتبني مقوماتها كدولة حديثة بعد إسقاط الإمبراطور؛ وتحتاج دعماً مادياً وتقنياً كبيراً، وهو ما وجدته من دولة الكيان التي تسمى بإسرائيل ورعاتها في أمريكا وبعض الدول الأوربية.
ثم توج ذلك الدعم بتشكيل محور الشر العربي؛ بن زايد/بن سلمان/بن حصان.
وأما عن تسليم ملف الوساطة في موضوع سد النهضة إلى الوسيط الأمريكي غير النزيه وإعطائه الهيمنة عليه؛ فهو يعني آخر مراحل قطع شريان الحياة لمصر وهو نهر النيل.
وفي الحقيقة فإن نظام السيسي لا يريد -وربما لا يعنيه اصلاً- حل مشكلة نهر النيل وسد إثيوبيا وإنما يريد التملص من التبعة الداخلية فقط بالظهور كما لو كان يتفاوض ويوسط الوسطاء إلى غير ذلك.
التعليقات