في ظل فشو وسائل التواصل الاجتماعي وسيطرتها على حياة البشر، تتم تذويب قيمة الإنسان نفسه وإهدار دمه. وفي ظل قيم مجتمعية هشة وحالة هياج سياسي يشتعل تحت وطأة نظام فاسد؛ يجري استخدام كل حادثة من أجل كل شيء إلا حياة الإنسان وكرامته وقيمته.
وبين المناقصة والمزايدة تضيع القيمة الحقيقية لدم الإنسان الذي صار أرخص قيمة من لتر في مياه الصرف المعالجة، في بلد صار يتنفس ويشرب ويأكل العفن ويرتع على الفساد.
بضعة طبيبات توفاهن الله وبعضهن أصبن إصابات خطيرة، هي حادثة مؤسفة مؤلمة للغاية، وفيها من العبر والدروس ما يكفي كل شخص مفرد عن هذه الدنيا وزهادتها وتفاهة أمرها، ومع ذلك يتم استغلالها في كل اتجاه إلا الاتجاه الصحيح.
وما يحدث هو تصعيد الحادث وتوجيهه ضد النظام من رافضيه -وهو يتحمل قسطاً منه ولابد- في مزايدة مضادة للنظام أكثر من كونها متعايشة بشكل إنساني حقيقي مع مصاب هاتيك السيدات والفتيات وذويهن.
وفي المقابل تنطلق مناقصة تابعة للعصابة الرخيصة الناقصة التي تؤيد النظام المجرم، وهم في نقيصتهم تلك وتبسيطهم أو تسطيحهم للحادث، من أجل تقديس وثنهم المعبود؛ إنما يرخصون دماء هؤلاء الضحايا المرحومين وهي عند الله عظيمة.
وبين المناقصة والمزايدة تضيع القيمة الحقيقية لدم الإنسان الذي صار أرخص قيمة من لتر في مياه الصرف المعالجة، في بلد صار يتنفس ويشرب ويأكل العفن ويرتع على الفساد.
التعليقات