تحاول هذه الدراسة سد ثغرة تاريخية بالغة الخطورة، إذ تتناول دور الاحتلال البريطاني في تأسيس جهاز الأمن السياسي بمصر، ونظرًا لأن الظروف المحيطة بنشأة الأفراد والجماعات والمؤسسات تمثل ركيزة أساسية في بنائهم النفسي وتكوينهم الفكري ويظهر أثرها في خياراتهم الواقعية وممارساتهم العملية، فإن دراسة هذه المرحلة التاريخية تمثل أهمية كبيرة إذ تساعد على فهم الأدوار التي قام بها جهاز الأمن السياسي المصري عبر تاريخه الطويل في قمع الحركات الوطنية والإسلامية بمختلف توجهاتها داخل مصر وأحيانا خارجها.
لقد ظل جهاز أمن الدولة يمثل أحجية، يخشى المصريون الاقتراب منها، ويعجز المتخصصون عن فك طلاسمها، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير، فاقتُحمت مقراته وسقطت ملفاته ووثائقه في أيدي الثوار، وانكشف المستور من أساليب الجهاز وطرق عمله، ولكن بقيت العديد من الفجوات التاريخية المتعلقة بنشأة الجهاز وطبيعة علاقته:
1- بالمحتل البريطاني منذ نشأة الجهاز حتى ثورة يوليو (1952).
2- بالمخابرات الأميركية خلال مرحلة إعادة تأسيسه بعد نجاح ثورة يوليو (1952)، ولردم هذه الفجوات التاريخية، استعنت بعشرات الكتب والمراجع، والتي شملت مذكرات الساسة وقادة العمل السري، ورؤساء أجهزة المخابرات والمباحث، ورسائل ماجستير ودكتوراه غير منشورة تتناول التاريخ المعاصر لجهاز الشرطة.
التعليقات