يحاول البعض أن يقزم قضية استبعاد الأستاذ حازم صلاح أبو إسماعيل من سباق الرئاسة؛ تارة باختصار القضية في مرشح لم تتوافر فيه الشروط القانونية وعلى أنصاره أن يحترموا القانون، ويعلموا أن هذه ليست آخر الانتخابات، وتارة بإقناع أنصاره أن يستسلموا للواقع، وأن يقدموا مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، وتارة بالتحذير من التظاهرات والاعتصامات حتى لا تنجر البلد إلى فوضى وتعلن الأحكام العرفية، وتؤجل الانتخابات ويضيع الإسلام، فلننصر الإسلام المنهج لا الشخص. ولنا مع هذا الإرجاف الوقفات التالية:
أولًا: هذه ليست انتخابات المجالس المحلية، إنها انتخابات رئيس مصر؛ وضياع حق مرشح واحد يوجب إعادة الانتخابات كلها، كما حدث في الانتخابات البرلمانية السابقة؛ حيث أعيدت الانتخابات برمتها في بعض الدوائر بسبب خطأ في اسم شخص واحد في كشف المرشحين، وليس في هذا إهدار للمصلحة العامة لحساب المصلحة الخاصة،؛ لأن الأمر ببساطة هو أن هذا حق الشعب كله في الاختيار وليس حق شخص.
ثانيًا: ما طلب الأستاذ حازم وأنصاره إلا احترام القانون، وأحكام القضاء الإداري الذي اختصم أمامه الأستاذ حازم ثلاث جهات هي وزارة الداخلية ووزارة الخارجية واللجنة العليا للانتخابات، وحكمت المحكمة –كما ذكرت في حيثياتها- بعدم اعتبار ما قدم إليها من مستندات في إثبات دعوى تجنس والدة الأستاذ حازم بأي جنسية أجنبية، وهو ما بنت عليه حكمها بإلزام وزارة الداخلية في استخراج ما يفيد ذلك باعتبار مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية تابعة لها، لا باعتبار أنها الجهة الوحيدة التي اختصمها الأستاذ حازم، كما يروج البعض؛ فالحكم حجة على اللجنة العليا.
ثالثًا: كيف لعاقل أن يقول أن الرضا بالظلم والتزوير، والاستسلام للواقع المهين يصب في مصلحة الوطن؟! كيف تكون مصلحة الوطن في التستر على لجنة مشبوهة، يشم منها رائحة التلاعب؟! كيف نأمن أن تجرى انتخابات نزيهة تحت إشراف هذه اللجنة؟ إنها ليست مصلحة الوطن، إنها مصلحة المستفيد من وراء هذا الاستبعاد. إنه لا يسع أي وطني شريف –سواء كان من أنصار أبو إسماعيل أم لم يكن- أن يرضى بغير الشفافية في الأحكام، والشفافية تقضي أن تظهر اللجنة كل ما لديها من مستندات مزعومة، لنعلم هل تحكم بالقانون أم هي فوق القانون.
رابعًا: محاولة الفصل بين الدفاع عن الإسلام، وبين الدفاع عن رموز الإسلام الحاملين لرسالته الرافعين لرايته، يكشف عن تسلل الفكر العلماني للصف الإسلامي؛ فنصرة المؤمنين نصرة للإسلام، ولرسول الإسلام، ولله رب العالمين، قال تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ)، والأنصار من أهل المدينة الذين نصروا الرسول –صلى الله عليه وسلم- ونصروا المهاجرين –حتى بعد وفاة النبي حيث كان منهم الوزراء للخلفاء- هم أنصار لله، ولذلك نصرهم الله.. فاحذروا أيها المخذلون: (ما من مؤمن خذل مؤمنا في يوم يحب نصرته، إلا خذله الله في يوم يحب فيه نصرته).. وتذكروا أن العداء لهذه الرموز ليس لأشخاصهم، وإنما لرسالتهم، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ويرفعوا راية الشريعة.
وأخيرًا: من نزل إلى الميدان في جمعة حماية الثورة لم يكن يرغب في الفوضى وإعلان الأحكام العرفية وتأجيل الانتخابات وضياع الإسلام، وأنصار أبو إسماعيل كذلك، فلا داعي للتخويف والتثبيط، ولا تقلقوا على أولاد أبو إسماعيل، الذين فارقوا المنهزمين نفسيا، وخالفوا المنبطحين أرضًا.. وباعوا أنفسهم لله، وبايعوا أبو إسماعيل على أن.. يحيوا كراما.. أو يموتوا كراما.
التعليقات