كثيراً ما تكون طاقة الشباب ونزوعها بأصحابها نحو الفعل؛ حافزاً مهما يجعل من الشباب هم قوى التغيير الرئيسية في أي حركة اجتماعية، لكن هؤلاء الشباب سرعان ما يتقدم بهم العمر فتركد بهم السنون نحو التعقل والحكمة، وقد يكتشفون خطأ كثير من خياراتهم السابقة معرفياً أو حركياً.
والحركات الإسلامية ليست بدعاً من قانون الله هذا ولا سنته تلك، لكنها تمتاز بأصالة المرجعية، وأن مراجعاتها تكون للفهوم الجزئية لا أصل التنظير والمنهجية -او هكذا ينبغي أن تكون-، فإذا تقدم بشيابها العمر فلربما راجعوا بعض طروحاتهم أو فهومهم التي تمثل استهلاكاً اجتماعياً أو ثقافياً لبعض التطبيقات الدينية أو الاجتهادات والاختيارات الفرعية.
وهنا تعد هذه “المراجعة” حكمة وتجويداً لما كان عائداً على الأصل بالثبات والرسوخ.
أما إذا كان الامر بعكس ذلك وضده فذلك شهيد من أنفسهم أنهم كانوا مضلين أو مضللين، بخلاف أنهم يعطون عدوهم دليلاً -خادعاً- يستدلون به للناس على فساد منهجهم نفسه ودينهم الذي ارتضى الله لهم.
حينئذ فليست تلك الحكمة الصحيحة التي كان ينبغي أن تورثها السنون في الاتجاه الصحيح، إنما تلك هي الحكمة “الخادعة” أورثتها السنون الخداعات، وحينها فقط تعرف أن حكمائها هم نتاج الفتنة وأطلال الهزيمة وعنوان التراجع.
وقد صدق من قال: وليس كمثل الشيخ صبٌ إذا هوى !!
التعليقات