كانت نجاة موسى وهلاك فرعون يوما من أيام الله المشهودة.. ولكن لم يعقب ذلك التمكين.. بل كان التيه.. ثم كان الفتح والتمكين على يد يوشع بن نون.. لا على يد موسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام..
ولنا مع ذلك وقفات:
أولا: استجمع فرعون وجنده أسباب الهلاك قبل أن يستجمع المؤمنين مؤهلات التمكين.. فكان الهلاك للظالمين ونجاة المؤمنين.. أسبق من التمكين.
ثانيا: نجاة المؤمنين هي من عقوبة الظالمين ففي نجاتهم حبوط سعيهم.. وبوار مكرهم.. (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ).
ثالثا: النجاة قدر الله النافذ… ووعده الذي لا يتخلف.. لحماية الفئة المؤمنة المجاهدة الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر.
رابعا: التيه قدر الله كذلك لإعداد القاعدة الصلبة التي تتحمل تكاليف التمكبن.. ووجود القائد كموسى لم يكن كافيا.. حتى يتأهل الأتباع.. وهذا أبلغ رد على من يعلقون تأخر النصر على وجود القائد.
خامسا: التمكين في حقنا هو الخروج من التبعية للغرب العلماني.. وامتلاك زمام الأمور بأيدينا.. لا بأيدي عملاء الغرب وصنائعم من بني جلدتنا.. ودون ذلك مفاوز في صحراء العولمة.. وتيه الأنظمة الفاسدة.
سادسا: التمكين يعني بداية الصراع الحقيقي.. حيث تضارب المصالح.. ومن ورائها الأيديولوجيات.
وأخيرا.. انكسار شوكة الظالمين يعني نجاتنا وهلاكهم.. وإن كان لا يعني بالضرورة تمكينا حقيقيا.
التعليقات