لا عيب في الفرار بالدين أو بالنفس من عدو جاهل او بعيد ظالم، بل لا بأس إن عشت حياتك منقطعا كالرهبان، معزولا في سياجات فكرك وسياحات نظرك، ولا ضير في رؤية ترتئيها أو صبوة ترتجيها، ولا غرو إن أردت مثاليات الأمور!!
لا بأس إذن بالتنظير والمثال.. لكن العيب كل العيب أن يفتات رهبان الحياة هؤلاء؛ على من هم دوماً في الميدان فيزعمون أنهم أفهم منهم بعراك الواقع ومراس الممارسات!!
الضير إذن أن يزعم أولئك الشجاعة إذ هم آمنون، بينا المرابطون على المرابض هنالك في لهيب المعركة مسعرون..
القائم على أمر الله في مواجهة الجاهلية؛ ولو مقتولاً أو مسجوناً او مطارداً؛ تعده جباناً وخِرِيفاً ورعديداً، وأنت الطاعم الكاسي والذاهل الناسي؛ بطل ومقدام وخِرِيتٌ وشديد!!
خفي أنت لا من تقوى، فَرَارٌ لا بالدين، وإنما إلى دنيا تصيبها أو امرأة تنكحها، غافلٌ لا عن تغاضي، قاعدٌ لا من عجز، كل هذا ومازلت في سعة من أمرك..
الغرو أن تكون أنت الفاهمُ والواعي والشجاعُ والمقدامُ، ثم تذهب لتنام، وأهل الجلاد ورجال البلاد في نظرك؛ أغبياء مغيبون متناقضون جبناء مترددون!!
التعليقات