عندما يفسر لك الإمام ابن القيم سبب إيراد الإمام البخاري لحديث في باب عنوانه آية من كتاب الله فقد وقعت على كنز وفتح لك باب إلى الله..
يقول ابن القيم في تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) فكما غلبت الرحمة غلب جنودها؛ ولهذا أورد البخاري في باب (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ) قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق العرش أن رحمتي سبقت غضبي)..
ويؤكد ابن القيم على أن حقيقة سبق الرحمة للغضب أنشأ في الخلق سنة هامة.. وهي أن الرحمة واللذة لا يوصل إليها إلا على جسر التعب والمشقة مما يعني أن أي تعب وألم غايته الرحمة واللذة؛ وهذا يريك أن المصائب والآلام حشوها نعم ولذات وهذا لأن الرحمة لها السبق والغلبة..
ويؤكد ابن القيم على أن الرحمة مقصودة لذاتها وأن العذاب وسيلة وأن الله سبحانه وتعالى جعل الشدائد والآلام في هذه الدنيا بتراء لا دوام لها، وجعل الشدة بين فرجين: فرج قبلها وفرج بعدها..
اللهم اجعلنا من جندك (جند الرحمة) فإن جندك هم الغالبون.. واجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون..
التعليقات