أرشدك المولى لسلوك سبيل الاستقامة (فاستقم كما أمرت).. من غير غلو ولا تفريط..
أما الغلو فنهاك عنه في ختام الآية: (ولا تطغوا)..
أما عند النهي عن التفريط فقد هدد وأغلظ وأوعد وأرعب في آية كاملة: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)..
ترى لماذا؟
كلاهما سبيل للشيطان لا يبالي بأيهما أغواك.
لكن الغلو أشق على النفس وفيه حرمان لها من كثير الشهوات.. لذا كان أصحابه الأقل دوما وإن كانوا الأخطر ضررا.. بينما التفريط أسهل على النفس ففيه إشباع لرغباتها وانسياق وراء شهواتها.. لذا كان أصحابه الأكثر عددا وعدة للظالمين!!
ولما كان الركون للظالمين أصل كل تفريط.. ونتيجة له أيضا.. (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين).. وكان الخوف من بطشهم مسوغا للنكوص والتبديل.. وطلب السلامة في الدنيا هما ومغنما.. كان هذا الوعيد هو العلاج الشافي والترياق الواقي من مس النار والهلاك والبوار..
واعلم أخي.. يا رعاك الله
أن الركون قد يكون بعد جهاد ومدافعة ثم إحباط ويأس.. فكن على حذر..
فاللهم احفظ علينا ديننا.. أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
التعليقات