كتب بوب ودوارد، تتسم بالإطالة والملل، ولكنها تتميز بالاعتماد على شهادات كبار القادة الأمريكيين والوثائق الأمريكية الرسمية التي تتناول الأحداث المعاصرة… هذه الكتب تثبت أن أميركا ليست إله مثلما يتوهم البعض، إذ يصاب قادتها بالحيرة والارتباك عندما يواجهون تطورات مفاجئة مثلما حدث عقب غزو العراق.
وقد انتهيت مؤخرا من قراءة كتاب (الحرب الداخلية) لودوارد، والذي تناول فيه الصراع داخل إدارة بوش خلال الفترة الممتدة من ٢٠٠٦ إلى ٢٠٠٨ بخصوص الاستراتيجية المفترض تنفيذها في العراق.
والشاهد أن أهم ميزة لدى الأمريكيين، عدم تماهيهم مع الأوضاع المحبطة لهم، وسعيهم لمراجعة استراتيجياتهم وأخطائهم على ضوء معطيات الواقع.
ومن المعلومات الطريفة فيه، أن بوش عهد لبول بريمر بالاشراف على الوضع بالعراق، فاتخذ بريمر قرارات أحادية دون الرجوع لوزارتي الدفاع والخارجية أو مجلس الأمن القومي الأميركي، كما في قراره حل الجيش العراقي، وإصدار قانون اجتثاث البعث. حتى أن وزير الخارجية السابق كولن باول ذكر أنه عرف بخطة بريمر لإدارة العراق من جريدة الواشنطن بوست، ولم يخبره بها أحد مسبقا.
كما وصلت حدة المناقشات إلى درجة وقوع شجار بين وزيرة الخارجية كوندليزا رايس وقائد القوات الأمريكية بالعراق جورج كيسي، عندما تحدث الأخير في اجتماع حضره بوش عن قلة عدد الأطقم العاملة من وزارة الخارجية بالعراق، فاحتدت عليه رايس، مما دفع بوش لإنهاء الاجتماع فورا.
أما بؤس الأوضاع فعبر عنه الجنرال شوميكر رئيس أركان الجيش قائلا (قواتنا البرية وصلت إلى نقطة الانهيار من فرط الإجهاد).
والشاهد أن أهم ميزة لدى الأمريكيين، عدم تماهيهم مع الأوضاع المحبطة لهم، وسعيهم لمراجعة استراتيجياتهم وأخطائهم على ضوء معطيات الواقع.
التعليقات