بصائر قرآنية – أرديت نفسك يا مسكين!!

اليوم بين العشاءين كان الموعد مع رفقة (لا أعدل بها شيئا من متاع الدنيا) لمدارسة سورة القارعة.. وعلى الرغم أني كنت أحضر السورة في صلاتي قبلها بأيام.. إلا أن قرائي لها في صلاة العشاء بعد الجلسة كانت بنبض قلبي!
فقد أفاض الله من فضله ورحمته على جلساء الملائكة من بصيرة القرآن ما لا يعلمه إلا الله.. ولله الحمد والمنة..
إنها غسلة من غسلات القرآن للقلوب تمحو بها من عار الذنوب ما شاء الله.. وتوقظها من غفلتها.. وتفتح فيها عينًا تبصر بها الحقيقة..

ومما أبصرنا اليوم تلك الحقيقة التي يعيشها الناس وهم غافلون عنها… وذلك السر في وصف القارعة (قارعة القلوب): (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ).. فحال الناس في الآخرة كحالهم في الدنيا.. وما حالهم في الدنيا إلا كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم الشفيق على أمته!

فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقحمون فيها )

( بحجزكم ) جمع حجزة وهي معقد الإزار وهو كناية عن حرصه صلى الله عليه و سلم على منع أمته عن الإتيان بالمعاصي التي تؤدي بهم إلى الدخول في النار .

قيا من تطلب السلامة من المخلوق.. وتجعل فتنة الناس كعذاب الله.. وترضيه في معصية الله.. أرديت نفسك يا مسكين!!

ويا من هجرت القرآن.. أقبل فقد فاتك الكثير ولكن أيشر فالعوض على الله!!


التعليقات