عصابة الشيخ المسلحة بالشاذ !!

شهد الواقع المصري -الإسلامي منه خاصة- ظهور شريحة جديدة تمثل ما تمكن تسميته بطائفة “المشايخ المترفين”، وهم في الأساس من الأغنياء أصحاب الدرجات الاجتماعية والعلمية التي لايصعب توفيرها لمن جل بالمال زحفه كما هو معلوم.

وهذه الطبقية ضربت في مفاصل كثير من الفئات واقتنع بها كثير من الملتزمين حتى صار بعضهم يطلب الزواج من الفتاة الثرية الملتزمة الأنيقة في التزامها

وغالب هؤلاء من الأجيال الوافدة من أبناء الأسر التي استوطنت الخليج لعقود، كما أن أكثرهم من المستفيدين من الدعم الخليجي الهائل بفضل شبكات علاقاتهم الأسرية أو الدعوية هناك، وهي ظاهرة حاولت بعض الفئات الإصلاحية المنشقة عن الإخوان والقادمة من الخليج؛ منافسة السلفية الوهابية السعودية فيها؛ أيهما يسبق.

وجاء ظهور هذه الفئة كالطفح الجلدي على وجه الحركة الإسلامية؛ تكريساً لفكرة الشيوخ الخواص؛ بينما بقية شعب الملتزمين -إن جاز التعبير- هو من البسطاء والفقراء والقرى والفلاحين وغيرها، وهم جمهور الملتزمين في آخر عشرة سنوات أو جمهور ما عُرِفَ بالفضائيات “الإسلامية” !!

بينما تجد هذا الحلف بشدقيه هذين ساعياً بكل جهده لتهميش أية شخصية أو فئة لا تنتمي إليهم ولو أرادت مجرد فرصة للعمل والتغيير دون التعرض لهم، والتضييق عليها بكل وسيلة ممكنة لكي لا تشكل اختراقاً لهذا الإطار، ولكي لا يكشفهم العمل الجاد الدؤوب لا مجرد المناظر الكاذبة ولا الدعاوى التافهة، ومحاولة إجهاض أي وجود قد يعتبرونه منافساً؛ سيما لو قام بعمل جاد أو حقق نجاحاً ظاهراً، بل وإعادته إلى حيز العوام والشعبويين !! ولا يعبر عن هذه الفئة السقيمة؛ إلا قول من قال: وذو العقل جن أنانية وأفسده المسلم الجائر !!

وهذه الطبقية ضربت في مفاصل كثير من الفئات واقتنع بها كثير من الملتزمين حتى صار بعضهم يطلب الزواج من الفتاة الثرية الملتزمة الأنيقة في التزامها، بينما يرفض البنت العادية أو ابنة الفقراء والطبقات الاجتماعية المحدودة، وكذلك رفض بعض الملتزمات للنماذج المقابلة.

أطروحات تنبغي منابذتها ورفضها وإن تساوق معها بعضنا حيناً، ذلك أنها تشكل فكرة القِمِّيَة والهيئات “ذات البرستيج” التي لابد أن تحتكر هذا “الإطار الجديد” المنتسب للصحوة الإسلامية، وهي تفسر ذلك التحالف النكد المحير بين أشخاص من هؤلاء “الفوقيين” على اختلاف مشاربهم ومآربهم، فما بين النصي “الحنبلي” -إن جاز التعبير- والذي يلبس اللبوس الأزهري وينتحل النحلة السلفية، وما بين اللوذعي الشبابي الذي يظن نفسه تجديدياً ويعبث بدفائن الفقه ليتميز بالشاذ والمرجوح والغريب وينتعل “ما بعد السلفية” !!

تلعب قضية المرأة بطبيعة الحال دوراً مهماً في الحداثة ونبذ التقليد وإظهار الانفتاح، فصورة المرأة في فتاوي الشيخ منهم على موقع “الجدي الآسك”؛ هي صورة حداثية تحررية بانفتاح

وإذ قد يبدو خفياً على البعض فساد الفريق الأول من هذا الحلف؛ لكنه من العجيب أن يكون كذلك مسلكُ الفريق الثاني!!

فالقوم قد خلعوا فجأة ثيابهم!! خلعوها حقاً لا كناية ولا بلاغة فيه!! ونظرة واحدة على حساباتهم في قاع مواقع التواصل تنبيك الخبر، وكلما اقترب أحدهم أكثر من مرتبة الاجتهاد التي زعموها؛ خلع من أثوابه أكثر!!

وبطبيعة الحال فقد خلعوها ليلبسوا غيرها وإن جاز في بعض الفتاوى “الشاذة” غير ذلك إلا أنهم أشد احتراماً من هذا بكثير؛ لكنهم لبسوا ثوب الحداثة، وراحوا يتمرغون في ميعة الشباب من جديد، فعادوا في هيئة الشاب الرشيق المتفنن في الموضة، ولا بأس أن يستبدل أحدهم البرنيطة بالغترة!! ولا بأس بصورة معبرة أثناء لعب اليوغا فالقوم يكرسون ثقافة الانفتاح على الواقع والانسياح في الدنيا للقضاء على الأطروحات الجامدة والغالية ولا بأس إن قالوا بها آنفاً فنحن بنو اليوم لا الأمس.

وتلعب قضية المرأة بطبيعة الحال دوراً مهماً في الحداثة ونبذ التقليد وإظهار الانفتاح، فصورة المرأة في فتاوي الشيخ منهم على موقع “الجدي الآسك”؛ هي صورة حداثية تحررية بانفتاح، فصورة المرأة ليست بالضرورة هي الاتشاح بالسواد، فلا مانع أن يبدي الشيخ حبه لزوجه فيجمعها معه في صورة واحدة للبروفايل، وكتعبير عن الرابطة الأبدية بينهما وليشهد حبهما طائفة من المؤمنين.

بينما تبدو الصورة الصحيحة للزوجة المسلمة؛ هي التهام الطعام وتراكم الشحوم؛ إذ ليست مجبرة على العمل المنزلي خدمة لأطفالها وزوجها، ولو حتى عمل كوب الشاي له!!

بينما من حقها عليه في النفقة أن تتربع ويوقد لها زوجها المغلوب على أمره؛ الشيشة حسب فتاوي “بعض” الشافعية والحنابلة في إحدى الموسوعات !! وليته زاد على فتياه الأثيمة أنه ينبغي له بل يجب عليه أن يوقد لها الحشيشة أيضاً، فبأي دليل يقتصر أولئك الشوافع والتنابلة على الشيشة؟!

وبينما يرى أحد هؤلاء المشايخ وجاهة الكلام أعلاه ودلالته على الدماغ العالي؛ فلم يستح أن يسوق قصة أول قبلة في الإسلام لزميلته المكلبظة -أي والله هكذا- في روضة الاطفال ليعرفنا أنه “فِتِكْ” من يومه!!

ولا تعجب إذا علمت أن شيخ هذا الفتك وهو ذو هيئة سلفية ومعروف بالفتاوى المتشددة؛ كان يجيزه للفتوى في الفضائيات الإسلامية التي أحمد الله أن اغلقت قبل أن تتشرف بفتاويه وشيخه!!

فتاوى حيرت فيها الراوي ليرويها، نتعلل في نصحهم فيها بالقربى، ويظنونها حسداً فما حسدت ذا الفضل إلا الاقارب!!


التعليقات