في التسريبات الأخيرة لبعض رموز النظام الانقلابي في مصر والتي باتت كالوجبة اليومية أو البرنامج المسائي المتكرر؛ لم ينتبه الكثيرون؛ ربما للتعود المضجر عند البعض، وربما لانتظار حدوث المعجزة كون هذه التسريبات في حس بعضهم قد تشكل بداية النهاية للنظام بزعمهم وفي ظنهم؛ فغابت عن الأكثرين نقطتان في منتهى الخطورة كلتاهما تتعلقان بالإمارات العربية المتحدة، بل لا أبالغ إذا قلت إن إحداهما وهي الأخطر تهدد جزيرة العرب ومهبط الوحي وعقر دار الإسلام.
كانت النقطة الأولى في التسريبات تتحدث عن شحنة ما على طائرة قادمة من الإمارات مدفوعة الثمن لجهة ما داخل القاهرة، قبل أن تعود للدولة بعد ذلك، فيما يوحي بخطورة هذه الشحنة والتي قد يتبادر للأذهان أنها شحنة أسلحة وغسيل أموال قذرة وعمولات لهذه الجهة غير المبينة في التسريب، وهي نوعية من الصفقات صارت دولة الإمارات تشتهر بها في السنوات الأخيرة، وهي تجري بكل أريحية تحت سمع وبصر وموافقة وربما شراكة بعض الجهات داخل النظام الحالي.
أما النقطة الثانية وهي الأخطر فتتحدث عن مؤتمر سري ينعقد كل عام في الإمارات العربية المتحدة وقد حضره في العام الماضي الإرهابي شيمون بيريز جزار دير ياسين وغيرها، وهو أيضًا رئيس الكيان اللقيط في أرض فلسطين المحتلة، كما حضره الانقلابي نبيل فهمي أيضًا والذي أفسد دعوة هذا العام في مكايدة شخصية نسوية تليق بشخصيته ضد صاحبه مصطفى حجازي؛ حيث تنص “قوانين” المؤتمر ـ كما ورد في التسريب ـ على ألا يلقي كلمة هذا العام من تكلم في العام الماضي لنفس الدولة!
المؤتمر سري إذًا، وله قواعده وقوانينه ويحضره بعض الساسة ومن يسمون في بلادنا بالمثقفين والمسئولين، وهو شيء يدعو للعجب في حقيقته وليس فقط للتساؤل؟! فأي مؤتمر أو أية مؤامرة تلك التي تجري بسرية تامة كل عام ولا يعلم بها أحد ولماذا؟ وما الذي يجري فيها أو تدور حوله وقائعها؟! وهل أرض الإمارات صارت بالفعل هي قاعدة ادعاء الحق اليهودي في جزيرة العرب كأذرعات أو المدينة المنورة وغيرها من أراضي المنفى والشتات التي نفاهم الله فيها بعد تدنيس البيت المقدس ومحاولة قتل السيد المسيح الفاشلة؟
وكان من أول ما لفت الأنظار إلى هذا هو ما كشفه الدكتور النفيسي عن تجارة أحد أبناء القيادات الصهيونية في الخليج وخاصة الإمارات وهو ابن الإرهابي دافيد كمشي رئيس الموساد الإسرائيلي آنذاك ثم أحد مسئولي الخارجية الإسرائيلية فيما بعد.
وبتتبع وقائع التغلل السريع للمد الصهيوني في الإمارات خاصة في مرحلة ما بعد الشيخ زايد نجد أن هناك تغللاً خطيرًا لعدد من المنظمات التابعة للوبي الصهيوني العالمي كالروتاري مثلاً، وهي منظمة عالمية مركزية ذات توجهات صهيونية ولها أكثر من 100 ألف فرع حول العالم تأسست عام 1905م، حيث تتبع الإمارات المنطقة 2450 حسب التقسيم الجغرافي للروتاري، والتي سجل أول ظهور علني لها في الإمارات في عام 2002م ؛ في دبي برقم تسلسل عالمي 57464 ومقرها في المركز التجاري، حيث تعقد اجتماعات أسبوعية تحضرها النخبة وبعض الأجانب ولا يسمح بالمناقشات فيها بغير اللغة الإنجليزية!
وتبع الأول في دبي نادى ثان ويقع في فندق ميناء السلام وتحضره النخب من الخليج عامة ثم ثالث في الكابيتول كلوب ويقع في الجيت فيليج.
أما النادي الرابع فيقع في رأس الخيمة ومقره في الجزيرة الحمراء فيAcacia hotel وأما الخامس فهو في أبو ظبي في فندق إنتركونتيننتال شارع بينونة !! حيث أنشئ بناءً على توجيهات رئيس نادي روتاري العالمي كاريان بارنجي أثناء زيارته لفرع نادي روتاري الإمارات في دبي في 2 مارس 2012م.
وقد قدمت هذه النوادي المشبوهة عدة برامج تهدف إلى غسل عقول الشباب من أبناء النخبة والشخصيات المشهورة والمرشحة لتولي سدة الأمور في البلاد في الغد القريب؛ كبرنامج “إنترآكت” المختلط بين الشباب والفتيات ما بين 12 سنة و18 سنة والذي بدأ في دبي 2012م، وبرنامج “كاربيان نايت” والذي يضج بالموسيقى والرقص والخمور، وكذلك حفلة الأمل الموسيقية التي تقام في الجامعة الأمريكية بدبي!
وأخيرًا يأتي هذا الكشف الجديد الذي رشح عن ماسورة التسريبات التي فضحت النظام الجديد في مصر وداعميه كذلك، ربما ليدق ناقوس الخطر وبعنف هذه المرة، فبعدما اتخذها الصهاينة سوقًا اقتصادية رائجة؛ هاهي الإمارات تظهر من جديد كمنبر فكري وسياسي بل ومنصة صواريخ لدك الثورات العربية ، فهل نحن أمام حقبة جديدة من الاختراق الصهيوني لبلادنا وفي عقر دارنا؛ تمهيدًا لاحتلال جديد أو ادعاء لحق يهودي في جزيرة العرب!
التعليقات