هل تعرف الله..؟!
أخي.. لا تستغرب السؤال، ولا تتعجل الإجابة… تأمل أسماء الله الحسنى الآتية، ثم سل نفسك: هل تعرف معانيها، وما تدل عليه من صفات كمال لله تعالى؟!
الصمد * السبوح * القدوس * المقيت * السلام * المؤمن * الحميد * المجيد * البر * الودود * الوكيل * الأول * الآخر * الظاهر * الباطن
هذا هو الله.. فهل تعرفه؟!
إلهي.. ما أكثر المعترضين عليك، والمعرضين عنك، وما أقل المتعرضين لك!!
أخي.. ليس الإيمان مجرد قول القائل (آمنت بالله) من غير علم بالله !
إن حقيقة الإيمان أن يعرف العبد ربه الذى يؤمن به، بل ويجب عليه أن يبذل الجهد فى معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين، فكلما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه.
ثم إن الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه، وبالإلهية يفردوه،قال تعالى:﴿وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون﴾ (الذاريات: 56)،ولا يمكن أن يعبدوه دون أن يعرفوه؛ فالعبادة إنما تقوم على الحب الكامل المقرون
بالذل التام للمحبوب،ومن عرف الله لم يكن شيء أحب إليه منه، ولم تبق
له رغبة فيما سواه.
وقبيح بعبد لم تزل نعم الله عليه متواترة، وفضله عليه عظيم متوال من كل وجه، أن يكون جاهلًا بربه، منشغلًا عن معرفته ومعرفة أسمائه وصفاته.
ثم إن الله سبحانه تعرف إلى عباده في كتابه، وذكر من أسمائه وصفاته وأفعاله ما يوجب محبتهم له؛ فإن القلوب مفطورة على محبة الكمال ومن قام به، والله سبحانه له الكمال المطلق من كل وجه، وهو سبحانه الجميل الذي لا أجمل منه، بل كل جمال في الوجود هو من آثار صنعه، فله جمال الذات، وجمال الأوصاف، وجمال الأسماء، وجمال الأفعال، فأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها كمال، وأفعاله كلها جميلة.
أنـت القتـيل بكل من أحببته :::: فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنهاأن النبي بعث رجلًا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ ﴿قل هو الله أحد﴾. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي فقال: “سلوه لأي شيء يصنع ذلك”. فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي ^:«أخبروه أن الله يحبه».
فالله يحب من يحب ذكر صفاته.. فالحمد لله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.
التعليقات