كنت قد كتبت مقالة عن أختنا المحترمة التي انتهكها العسكر في ميدان التحرير أواخر عام 2011م بعنوان: “هي والأربعين ديوثاً” وكم كان قلبي يتمزق أن تنتهك حرائر مصر وبنات البلد بيد عساكرها وحماتها الافتراضيين ..
لم أدر حقاً ماذا حدث لي عندما علمت بانتهاك أكثر من 24 فتاة وامرأة مصرية في أشرف وأعز ميادين مصر على يد طغمة فاسدة مجرمة ملوثة أرادت أن تلوث شرف مصر في أعز ما تملك وهو ميدانها، لا أدري حقاً هل فقد الناس كل المعاني الإنسانية التي جبلت عليها الجماعة البشرية؛ حتى تلك التي تحلت بها الجاهلية الأولى؟!
لقد أصابني شعور عجيب ومخزي مازال يلاحقني حتى الآن يوجعني ويؤلمني ويؤنب ضميري ويهين كرامتي.
وكلمات بعيدة تأتي مسرعة لتصدمني؛ حادة كأسنان الرماح؛ ثقيلة كأطنان الجبال؛ كلمات كأنها قيلت في مصر وما يحدث في مصر وما يراد بمصر.
” ثم في مصر لأسراراً عجاباً *ـ*ـ* ليس سراً بعدما فضوا الحجابا ”
كما وألحت علي سؤالات ملحة ومخزية وفاضحة وكاشفة ..
ملحة لعجالة الحدث وفداحته، ومخزية لتعلقها بالعرض والعار الذي لحق به، وفاضحة لرؤية العالم كله لها، وكاشفة لأنها كشفت رذالة الأخلاق وانحطاطها قبل أن تكشف جسد هاتيك البريئات اللاتي انتهكت عفتهن وديست كرامتهن.
غاب عن الميدان كثير من شبابه الثائر من كافة التيارات، ومن حضر من شرفاء الكلتة السياسية السائلة والمعارِضة لمرسي وسياسته؛ لم يرد أو لم يستطع أن يتصدى للمتحرشين والمغتصبين الذي لم يغتصبوا فقط بنات البلد وإنما اغتصبوا ميدانها واغتصبوا ثورتها.
أيا ثوار مصر الأحرار: أمن أجل هذا ثُرتم وقُتلتم وأُصبتم وفقدتم أحبائكم وأعينكم؟
أمن أجل خصومتكم مع الإخوان أو حتى مع التيار الإسلامي كله تقبلون بمثل هذا؟
وقد سمعت متحدثة باسم مجموعة “ضد التحرش” وهي تعرب عن إصرارها على مواصلة نزول البنات للميدان رغم ما يحدث وتطالب رجال مصر وشبابها الشرفاء أن ينزلوا ليحميهن مما يحدث لهن، وأحب أن أقول لها: لا تنزلي ولا ينزلن يا أختاه حتى يوجد من الرجال من يحميكن أو تكشفن بغيابكن ورقة التوت عن المسئول عما يحدث لكن وعن إطلاق الكلاب المسعورة لتنهش شرفكن ولحومكن ..
وإياكم هنا وإياي وإيامن كان أن يلوم لائم تلكم الحرائر لنزولهن الميدان فقد نزلن من أجل ما يرونه حقاً فإياكم ولوم الضحية وترك الجلاد.
وإياكم هنا وإياي وإيامن كان أن يلوم لائم تلكم الحرائر لنزولهن الميدان فقد نزلن من أجل ما يرونه حقاً فإياكم ولوم الضحية وترك الجلاد.
وللكتلة الإسلامية الصامتة منذ فترة طويلة أقول: إن كان من مليونيات للشريعة فلتكن اليوم من أجل العرض والشرف فلا شريعة بلا عرض ولا شرف.
أما من نصبوا سرادق العزاء من أجل الرجل المسحول بينما لم يطرف لهم جفن من أجل شرف بنات مصر ـ ربما لأنهم لا يعرفون معني الشرف ـ يتوجه السؤال: مالكم كيف تحكمون؟
أمن اجل أنكم ظننتم أنكم وجدتم ضالتكم التي ستهيج الجماهير وبغيتكم في تكريس العداء لمرسي رحتم تتنادون يالعذابات المصريين !! ألا تتباكون إن لم تبكوا من اجل كرامتكم ورجولتكم الغائبة التي مرغها البلطجية والمجرمون ممن أدخلتموهم ميدان الشرف والكرامة والحرية في الوحل ولم ينبس واحدكم بكلمة واحدة ؟! أم أن هذه الوقائع ستسقطكم أنتم من حساب الأخلاق وربما من حساب الوطن كله ؟!
ولكنني أراهن هاهنا على وعي الشعب العظيم الذي يصبر طويلاً ثم ينتفض، ولكنه لا ينتفض فقط على حكامه أو محتليه كما فعل بمبارك وفاروق ونابليون وغيرهم؛ وإنما ينتفض أيضاً على خائنيه والمتاجرين بعزته وكرامته وشرفه، ولذا أجدني هنا أقول ما قال سفاح بني أمية المبير الحجاج الثقفي ـ وهو ليس من أهل مصر ـ فيكم يا من لا تستحقون هذا الشرف ويا أعق أبنائها: ” واتق فيهم ثلاثاً نساءهم وأرضهم ودينهم وأعرف وألزم أنهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله.
التعليقات