إن مشكلة التهنئة ليست دينية فقط وإنما قد تكون أحياناً ثقافية هوياتية، وهذه ليست هينة فما أفسد هويتنا الثقافية بطابعها الإسلامي؛ فهو داخل في التشبه ومن تشبه بقوم فهو منهم؛ إن كان في كفر أو حرام أو مكروه؛ فهو منهم في كل ذلك.
ولا تزال تلك القضايا تثار ويروج لها حتى يدخل فيها المسلمون رويداً رويداً فينسلخوا من هويتهم وثقافتهم وتاريخهم وهذه أوسع الأبواب لتذويب عقيدتهم.
كما أنها تساق للتغطية على احتفال المسلمين بأعياد غيرهم وليس مجرد التهنئة، وخذ مثالاً برأس السنة الميلادية التي كانت لا يحتفل بها ولا يعرفها المسلمون في بلد كمصر منذ عشرين سنة مثلاً، اللهم إلا قلائل، حتى صورت لهم على أنها دليل للتحضر، واحتفال للفئات الراقية، ومناسبة مبهجة لارتباطها بعام جديد، والعجيب أنه ليس عاماً بتقويمنا نحن وإنما بتقويم دخيل على أمتنا منذ أقل من مائة عام!
كما زجوا بالفتوى وأثاروا الجلبة حولها ما بين مجيز ومانع حتى تتشتت القضية ويتفرق دمها في القبائل، فيضيع التصور الصحيح فيها، بينما لم يختلف أحد من عقلاء الأمم الأخرى في الاحتفال بأعيادنا كما فعل جهال أمتنا بأنفسهم!
والمطلوب منا هو العمل على التفرد بهويتنا وإعادة شريعتنا وتقويمنا الإسلامي العربي الذي لا يعرف إلا السنة الهجرية.
ولا تزال تلك القضايا تثار ويروج لها حتى يدخل فيها المسلمون رويداً رويداً فينسلخوا من هويتهم وثقافتهم وتاريخهم وهذه أوسع الأبواب لتذويب عقيدتهم.
وأما تهنئة أهل الملل الأخرى بأعيادهم فهي على أوجه:
فمنها ماهو أقرب للشرك أو هو في أفضل أحواله كبيرة، كتهنئتهم بعيد كفر بيّن واضح لا جدال فيه كصلب ربهم أو قيامته من الصلب، أو هو عيد لإله من آلة الكفر، وخلاصة حكمنا في من يفعل ذلك أن نتأول له ونرجو له سلامة دينه، وكفى بالمرء خزياً وحطةً أن يختلف في حقيقة إسلامه!
ومنها ماهو من قبيل الاحتفالات العادية، وإن عدوه عيداً -رغم أن الأعياد يغلب عليها الطابع الديني في أكثر الأمم- ولكن ما لم يكن كفراً بيّناً فلا بأس بتهنئتهم وهي هنا كتعزيتهم في مصائبهم العادية، ما لم تكن في أحد أئمة الكفر و العداء للإسلام فلا تجوز ساعتئذٍ أيضاً.
التعليقات