الحمد لله والصلاة والسلام على من أرسله ربه رحمة للعالمين وداعيا إلى الحق وإلى صراط مستقيم محمد صلى الله عليه وسلم…أما بعد…
وقد يجتمع شرف الزمان والمكان وفضلهما بالنسبة لأقوام دون آخرين، فينبغي لهم الاجتهاد والسعي في الخيرات أكثر ممن انفرد بجهة واحدة من الشرف والفضل..
فإن الله تعالى خلق كل شيء فقدره تقديرا، واختص الله بحكمته الباهرة وعلمه الذي وسع كل شيء، أزمانا وأمكنة بمزيد من الفضل والشرف… وقد أخبرنا الله في كتابه وسنة رسوله بما فضل من الأزمان والأوقات لكي نبادر ونسارع إلى الخيرات فيها، والمحروم من يجعل جهده وسعيه في تلك الأزمان والأمكنة معادلا لجهده في غيرها من الأزمان والأمكنة، فلا يخصها بمزيد من الاجتهاد في الخيرات التي هي ميدان التسابق والتي فيها الربح العظيم، والخاسر من يحصر جهده في تلك الأزمان والأمكنة في الحصول على زهرة الحياة الدنيا والتي لن يأتيه منها مما اجتهد وسعى إلا ما قدر الله له.
وقد يجتمع شرف الزمان والمكان وفضلهما بالنسبة لأقوام دون آخرين، فينبغي لهم الاجتهاد والسعي في الخيرات أكثر ممن انفرد بجهة واحدة من الشرف والفضل… وقد حضنا الله تبارك وتعالى على المنافسة في فعل الخير ومحاولة الوصول إلى أعلى المقامات فيها وألا يقبل الإنسان لنفسه بالدون منها، فقال الله تبارك وتعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [سورة البقرة:148]، والاستباق: المبادرة والمسارعة، والأمر بالاستباق يعني المنافسة في ذلك وألا يقنع المسلم بمجرد الفعل حتى يكون مسارعا فيه منافسا لغيره في الإتيان به حتى يكون في ذلك من السابقين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها»، أخرجه البخاري رقم73 ومسلم رقم 816.
وقد فسر أهل العلم الحسد في هذا الموضع بالمنافسة، قال ابن حجر: “وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازا، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة” (فتح القدير)… والمسابقة مشعرة أنه لا يفوز فيها إلا الراكض دون الماشي كما قال عمير رضي الله تعالى عنه:
ركضــــــــا إلى الله بغــير زاد
إلا التقـى وعمــل الــــمـعاد
والصبر في الله على الجـهاد
وكل زاد عرضه النفـــــــــــاد
غير التقى والبــر والرشــــاد
الخيرات
والخيرات: كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال سواء كان مما أمر الله به ورسوله أو دعا إلى فعله ورغب فيه وحض عليه… وقد جاء الأمر بالاستباق في الخيرات في موضعين من كتاب الله تعالى، أولهما قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة البقرة:148]، وثانيهما قوله تعالى: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [سورة المائدة:48]…
وقد ورد في القرآن في أكثر من موضع معنى الاستباق وإن لم يكن بلفظه فقال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران:133]، وقال: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة الحديد:21]، وقال: {و َفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [سورة المطففين:26]… وهذا كله فيه تحريض على المبادرة والمسارعة إلى القيام بما يحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال التي أمرهم بها أو ندبهم لفعلها، والحرص على أن يكون الإنسان في ذلك سابقا لا مسبوقا.
وإذا كانت المسارعة بالخيرات محمودة مطلوبة في كل آن وحين وكل مكان فإن حدوث ذلك في الأماكن المفضلة والأزمان الشريفة أكثر فضلا وخيرا وأعظم أجرا…
وقد مدح الله تعالى المسارعين بالخيرات وبين أن عاقبتهم الفلاح في الدنيا والنعيم الذي لا يزول في الآخرة… فقال تعالى في مدح أهل الكتاب الذين يتبعون آيات الله والمسارعين بالخيرات: {يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ} [سورة آل عمران:114]. كما بين أن المسارعة في الخيرات من أسباب استجابة الدعاء فقال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [سورة الأنبياء:90].
كما بين أن المسارعين في الخيرات من صفات الموحدين الذين هم من خشية ربهم مشفقون فقال تعالى: {أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [سورة المؤمنون:61]، وقال تعالى بعد ذكره للعديد من الأنبياء: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [سورة الأنبياء:73].
وإذا كانت المسارعة بالخيرات محمودة مطلوبة في كل آن وحين وكل مكان فإن حدوث ذلك في الأماكن المفضلة والأزمان الشريفة أكثر فضلا وخيرا وأعظم أجرا… ومن أماكن الفضل المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى حيث فضلت الصلوات فيها على غيرها بدرجات عظيمة، ولم يشرع شد الرحال إلى مكان من أمكنة العبادة إلا إليها…
الرباط في سبيل الله
كما أن من أماكنه الثغور حيث يرابط فيها المسلمون حفظاً لدار الإسلام واستعداداً للجهاد في سبيل الله تعالى هداية للناس وإخراجا لهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، وقد وردت البشارات العظيمة بما أعد الله للمرابطين في سبيله فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر»، أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3823… وقال: «من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر»،قال الألباني في الترغيب والترهيب برقم1221 : رواه ابن ماجه بإسناد صحيح. وقال: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان»، أخرجه مسلم في صحيحه رقم 1913.
التعرض لنفحات الله
وكما كان هناك تفضيل للمكان فهناك تفضيل للزمان… ومن أزمان الفضل أشهر الحج وشهر رمضان، ومن أزمانه أيضا يوم الجمعة الذي هو خير يوم طلعت عليه الشمس، وجوف الليل الآخر حيث «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له»، أخرجه البخاري رقم 1145 ومسلم رقم 758. وقد دخل علينا شهر رمضان بفضله وشرفه مما يستوجب علينا أن نتعرض فيه لنفحات الله علينا كما ندبنا لذلك رسولنا الكريم، فقال صلى الله عليه وسلم: «افعلوا الخير دهركم، و تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم»، المعجم الكبير للطبراني وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم1890. وفي رواية شاهدة لذلك قوله: «إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له»… وقد فهم منه صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم ذلك فصاروا يرددونها… قال أبو الدرداء: “التمسوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم”.
رمضان
فجوده صلى الله عليه وسلم بالخير في رمضان يفوق الريح المرسلة بالخير في إسراعها وعمومها، ولولا أن النفقة في رمضان والجود بالخير تفوق منزلتها على غير رمضان ما اختصها الرسول الأمين بذلك..
ولا يشك أحد أن رمضان كله ليله ونهاره من هذه الأزمان التي تهب فيها نفحات الله تعالى لذا أكثر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك المتابعون لطريقته الصحابة فمن بعدهم، من التعرض لتلك النفحات بحضور القلب ولزوم الذكر والدعاء وقراءة القرآن والصدقة والإحسان إلى خلق الله تعالى، والصلاة بالليل والناس نيام، وكان لهم شأن فيه لم يكن لغيره من الأزمان… تحدثنا الروايات الصحيحة أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان شأن يختلف عن كل أحواله في غيره من الشهور، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أحيانه جوادا كريما لكن كرمه وجوده في رمضان كان في الذروة، قال عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة»، (أخرجه البخاري رقم 1902 ومسلم رقم 2308).
فجوده صلى الله عليه وسلم بالخير في رمضان يفوق الريح المرسلة بالخير في إسراعها وعمومها، ولولا أن النفقة في رمضان والجود بالخير تفوق منزلتها على غير رمضان ما اختصها الرسول الأمين بذلك، قال ابن حجر: “والجود الكرم، والجود في الشرع إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وهو أعم من الصدقة، وأيضا فرمضان موسم الخيرات؛ لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤثر متابعة سنة الله في عباده” (فتح الباري)…
وكما كان الرسول في رمضان أجود ما يكون حتى يفوق الريح المرسلة، فكذلك كان تاليا للقرآن يتدارسه مع جبريل عليه السلام كل ليلة، مما يبين أهمية العناية بقراءة القرآن وأن هذه العناية تبلغ ذروتها وحدها الأقصى في رمضان، فرمضان الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وحري بالمسلم في شهر القرآن أن يخصه بمزيد من القراءة، وللسلف في قراءة القرآن شأن عجيب فقد كان بعضهم يختم القرآن في عدة أيام وبعضهم يختمه في ليلة أو ليلتين… فقرأ عثمان بن عفان رضي الله عنه القرآن في ركعة، وأبي بن كعب رضي الله تعالى عنه كان يختم القرآن في ثمان ليال، وكان تميم الداري يختمه في سبع، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن كل ليلتين، وكان الأسود النخعي يختم القرآن في شهر رمضان كل ليلتين، وكان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة، وكان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة. قال ابن معين: “أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم في كل ليلة، ولم تفته الزوال في المسجد أربعين سنة”… وقال البغوي عن زهير محمد بن قمير المروزي البغدادي الحافظ: “ما رأيت بعد الإمام أحمد بن حنبل أفضل منه، كان يختم في رمضان تسعين ختمه”… وكان عبد الجبار بن خالد بن عمران السرتي من عقلاء شيوخ إفريقية، من أصحاب سحنون يختم القرآن كل ليلتين من رمضان، والقصص في ذلك أكثر من أن يحصر، ولا شك أن الالتزام بالهدي النبوي في قراءة القرآن أولى من غيره وأفضل، وهو المنع من قراءته في أقل من ثلاث،أخرج أحمد وأبو داود الترمذي وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث»… لكن هذا التصرف من هؤلاء الأجلاء دليل على مزيد عنايتهم بالقرآن واعتنائهم به خاصة في مواسم الخيرات.
وعندما يتأمل الإنسان ما في رمضان من مجالات متعددة للمسارعة في الخيرات يتعجب أشد العجب ممن لم يكن همه في تلك السويعات سوى المتاجرة وتحصيل حطام الدنيا..
وفي شهر الصيام وقراءة القرآن والقيام كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان غاية الاجتهاد في قيام الليل وكلما جاءت الليالي الفضلى اشتد اجتهاده فيها عما سبقها من الليالي، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم-إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر»، (خرجه البخاري رقم 2024 ومسلم رقم 1174 واللفظ له). فهو صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وكان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد فيما تقدم منه، وإذا علمنا أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يقوم في غير رمضان حتى تتفطر قدماه، فلنا أن نتصور ماذا يكون عليه الحال في رمضان حيث يجتمع فضل الصيام والتلاوة والقراءة والقيام.
وفي رمضان ليلة القدر، التي من وفقه الله لقيامها كانت له بمثابة عمل أفضل من ألف شهر، فهو عمل قليل وجزاء عميم عظيم من رب كريم رحيم سبحانه… فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (أخرجه البخاري رقم 1901). فهي بلا شك ليلة عظيمة من وفقه الله تعالى لقيامها فقد جمع من الفضل والأجر ما لا يجمعه غيره في عشرات السنين.
وعندما يتأمل الإنسان ما في رمضان من مجالات متعددة للمسارعة في الخيرات يتعجب أشد العجب ممن لم يكن همه في تلك السويعات سوى المتاجرة وتحصيل حطام الدنيا، حتى يكون حظه في رمضان من القراءة والذكر والقيام، أدنى من حظه من ذلك في غير رمضان… فكثير ممن جعل الدنيا همه نظر إلى رمضان على أنه موسم للكسب والتجارة وتنمية الثروة، وإن نقص رصيده الإيماني، وقد يستغرب الإنسان حينما يقارن ذلك بما كان عليه كثير من العلماء من تركهم الاشتغال بالعلم في هذا الشهر مع فضل العلم وعظيم أجره، اشتغالا بما فيه من العبادة من الذكر والقيام وقراءة القرآن.
والعناية بالعبادة في رمضان لا تعني أن يقصر المسلم فيما وجب عليه من الأمور، فإن غزوة بدر الكبرى التي نصر الله فيها الإيمان وجنده وخذل الشرك وأهله لم تكن إلا في رمضان، وإن فتح مكة الذي سمي الفتح الأكبر لم يحدث إلا في رمضان وانتصار المسلمين على التتار لم يكن إلا في رمضان، وكثير من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين قد جرت في شهر رمضان وأبلى المؤمنون فيها بلاء حسنا، ولم تعقهم العبادة في هذا الشهر عن القيام بذلك…
نسأل الله بمنه وفضله أن يرزقنا بركة هذا الشهر وأن يجعلنا من الذين وفقهم لقيام ليلة القدر ونسأله تعالى أن يجعلنا من المسارعين في الخيرات وخاصة في مواسم الفضل والشرف.
التعليقات