يحتاج تاريخنا لجهود كبيرة لإعادة صياغته، بحيث يتم تكميل النقص التاريخي الذي كان سائدا ليس فقط عند المؤرخين المسلمين؛ بل في جميع الحضارات، فالتاريخ الإسلامي ينقصه النزول من حركة رصد التاريخ الفوقي، الذي يهتم بالطبقة السياسية والعسكرية، والأعلام المشهورين إلى النزول للتاريخ الاجتماعي للطبقات الأقل، كطبقات الأغنياء، والطبقة الوسطى والفقيرة، وذلك لرصد تلك الحركة الاجتماعية، وأنماط الحياة اليومية، فضلا عن ردة الفعل في الأحداث الكبرى وغير ذلك.
إن الحاجة لوضع تاريخا اجتماعيا إسلامية من المسائل الملحة، حتى لا نفاجأ بغيرنا يضع تاريخا مشوها لهذا النوع..
لقد سبق المؤرخين المسلمون غيرهم في الدقة، واعتماد آليات القبول والرد التي لا يعرفها غيرهم ممن اعتمد على الروايات والأساطير الشعبية، غير أن الحاجة لاستكمال ما بدأوه أصبحت ملحة وتحتاج إلى جهد كبير، فالاعتماد في هذا النوع من التاريخ لن يتوقف على الكتابات التاريخية المقصودة بالتأريخ؛ بل لابد أن يتعدى ذلك بالبحث في المؤلفات الأدبية والفقهية وغيرهما، والوقوف على الوثائق القضائية المحفوظة بدور حفظ المخطوطات، والتي لا يستفيد منها الكثير، إلى غير ذلك.
إن الحاجة لوضع تاريخا اجتماعيا إسلامية من المسائل الملحة، حتى لا نفاجأ بغيرنا يضع تاريخا مشوها لهذا النوع، وقد بدأ ذلك بالفعل لندرة أو انعدام التاريخ الاجتماعي الإسلامي من أناس متخصصين، لا يرون في التاريخ أداة لتطويع الشعوب لآرائها وأيدولوجياتها، فمن يشمر عن ساعد الجد، ويكون لجان تقوم بالجرد في الوثائق لاستخلاص حركة التاريخ الاجتماعي الإسلامي؟
التعليقات