السؤال: كيف أستفيد من كتب التزكية، كما أستفيد من كتب العقيدة والفقه؟
الجواب:
في كتب التزكية أشياء متنوعة:
أولا:
ففيها مواعظ، يعظ العبد نفسه بها، وتساعد على إحياء قلبه من الغفلة، وتحث على التوبة، وعلى المبادرة إلى أعمال صالحة متنوعة. فثمرتها بالمبادرة إلى ما تدعو إليه، وعدم الاكتفاء بالتأثر اللحظي.
ثانيا:
وفيها تعريف بالنفس، بخيرها وشرها، وبيان لكيفية سياستها لتحقق الاستقامة والولاية الربانية. فثمرتها مزيد فهم للنفس ولطريق إصلاحها، وتنزيل ذلك على نفسك قبل غيرك، وحسن تطبيقه.
ثالثا:
وفيها تقريب لمعرفة الله، وتشويق للقرب منه. فثمرتها فكر وذكر وشوق وتقرب، ومراقبة وإخلاص.
والناس في انتفاعهم بها أحد اثنين:
الأول: من يأخذ حاجته العملية، فينتفع ويرتفع، المرة بعد المرة، ويستمر على هذا عبر أحواله، فتكون فائدته عملية متكررة.
الثاني: من يأخذ منها – بالإضافة لما سبق – تصورات نظرية عن منهج التربية ومكوناته ومراحله، وكيفيات تطبيقه وعوائق ذلك، فتكون فائدته علمية أيضا، بجوار الفائدة العملية.
والممارسة العملية لما تحث عليه التزكية:
الأول: هي حقيقة الإيمان الذي هو علاقة العبد بمولاه، فهو تحقيق صحيح الاعتقاد.
الثاني: وهي التعبد في الممارسات العملية بمقتضى العبودية، فهو روح ممارسة الفقه.
فالتزكية شق الاعتقاد وروح الأعمال، وما تجرد عنها فهو ميت لا حياة فيه.
التعليقات