عبد الناصر لم يكن يفهم في السياسة، ولا حتى في العسكرية، لكنه كان يظن أنه عسكري، ولأنه يعلم أنه لا يفهم في السياسة فقد أراد تحويل مصر إلى معسكر كبير، فبعد أن خلع بزة البكباشي (المقدم) وحاول اتباع الأساليب السياسة في إدارة الدولة وجد أن ذلك غير ممكن بالنسبة له، فظهرت شعارات أن مصر في خطر، ومصر تواجه العدو اليهودي، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، مع افتعال الأزمات…
قائد الانقلاب فلا يملك القدرة على إدارة دولة بوليسية في زي مدني، فاختار النموذج الناصري في الإدارة، ليس حبا في عبد الناصر، لكنه النموذج الأسهل لرجل قفز مباشرة من صف العسكر، وخلع الكتافة العسكرية…
كل هذا لكي يدير مصر بطريقة (المعسكر الكبير)، بعكس السادات الذي عمل بالسياسة لفترة، وبفعل تكوينه الاجتماعي والأسري (منوفي) فإنه يجيد المراوغة بالسليقة، فكان دائم التحول من طريقة الإدارة على منهج المعسكر الكبير، ثم العائلة الكبيرة، وأطلق على نفسه كبير العائلة المصرية، حتى يعطي شكلا (مدنيا) لطريقة الحكم العسكري الاستبدادي على نسق (المعسكر الكبير)، لكن مبارك أكمل في هذا الطريق وطوره، وحاول أن يصل إلى دولة بوليسية في أزياء مدنية، أو هكذا أشار عليه من يوجهه، باعتبار أنه مارس العمل السياسي لفترة من عمله قبل قفزه على رأس السلطة في مصر….
أما قائد الانقلاب فلا يملك القدرة على إدارة دولة بوليسية في زي مدني، فاختار النموذج الناصري في الإدارة، ليس حبا في عبد الناصر، لكنه النموذج الأسهل لرجل قفز مباشرة من صف العسكر، وخلع الكتافة العسكرية، وربما اتباعا لمشورة عراب الانقلاب هيكل وعبد الحليم قنديل وأمثالهما من لقطاء اليسار العفن…
إن التزاوج المحرم (الزنا) بين الدكتاتورية العسكرية والفكر اليساري (الذي يدعي أنه ثوري) لن ينتج إلا عيال (ولاد حرام)، يسومون المصريين ألوانا من العذاب إن اشتد ساعدهم، ولم يدفنهم المصريون في بالوعات التاريخ…
التعليقات