تتميز حادثة اغتيال السفير الروسي في تركيا بأنها تمثل رسالة الأمة المسلمة عامة إلى الغرب الاستعماري . كما أنها تمثل مؤشرا لمقياس حضور قضايا الأمة في حس أبنائها .
مولود الطنطاش هذا الشرطي ذو الاثني وعشرين ربيعا ، حين أقدم على هذه الخطوة الجريئة التي بذل فيها حياته . إنما كان يقدم رسالة نيابة عن الأمة جمعاء ، لا فصائل ولا حركات .
زعم البعض أنه من جماعة الخدمة ، وقد يكون . وما الخدمة إلا التيار الديني الأكبر في تركيا . زعم البعض أنه من حزب العدالة والتنمية ، وقد يكون . وما هذا الحزب إلا انعكاس لروح الأمة المتجذرة في المجتمع التركي . زعموا أنه تابع لهذه الحركة أو تلك ، قد يصدقون وقد يكذبون ، ولكن الحقيقة أن الطنطاش لم يقدم على هذا لكونه من هذا الحزب أو تلك الجماعة . بل أقدم عليه بصفته مسلما .. مسلما فقط دون أي اعتبارات أخرى .
وهذا أعظم ما في الحدث .. إنه صوت الأمة المسلمة .. إنه رسالتها : يا أمة الغرب هذا ردنا نحن المسلمون عليكم .
إن ظهور هذا الحدث المركز وبدون مشوشات ( السفير ) ، بهذه الرسالة الواضحة ( الخطبة العصماء ) ، دون نسبتها لفصيل هو أعظم ما يميز هذه الحادثة . هو نجاح للأمة عندما عاد روحها في قلوب أبنائها .
هو نجاح للحركة الإسلامية عندما يتحول جهادها ومشروعها إلى جهاد امة ومشروع أمة . عندما يتحول ثقافة الجهاد من ثقافة فئة وعمل فصائل إلى ثقافة أمة ومنهج أمة .
الطنطاش ذاك الشرطي المسلم جاد بنفسه ليمحو العار ، عار العلاقات مه روسيا عن الأمة المسلمة عامة والتركية على وجه الخصوص .
الطنطاش ذاك الشرطي المسلم ابن هذه الأمة قد جاد بنفسه ليوصل هذه الرسالة : رفض الاعتداء الصليبي على أمة الإسلام ، وهيمنة الكفار على ديارهم .. جاد بنفسه ليحيي في هذه الأمة روحها وبيعتها ” نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ” … جاد بنفسه ليجدد ويبعث طريق من سبقه .. ويجدد ذكرى سليمان “الحلبي” الذي قتل الحاكم الفرنسي من أجل مصر المسلمة ، فكان ” مولود التركي ” الذي قتل السفير الروسي من أجل “حلب” المسلمة .
التعليقات