مع ما يبدو للوهلة الأولى من التباين بين المشهد المصري والشامي إلا أنه مع التدقيق نجد أن التحديات لكلا الحالتين متقاربة في الدرجة وإن كانت متباينة في الشكل ، مما يعزز نظرية تحرك الجناحين بالتوازي ، وأن مصير التجربتين لابد أن يكون مشتركا وعاقبتهما واحدة . بل نقول بأن كليهما سيكلل بالنجاح بإذن الله وتوفيقه .
مصر ومعضلة الحسم ..
يشكل العجز عن كسر الخصم وعدم امتلاك أداة للحسم العقبة الأكبر لدى الثورة المصرية . فهو الحاجز الذي وقفت عنده الثورة ولم تستطع تجاوزه ، ومازالت تشكل المعضلة الأكبر والمعادلة الأصعب التي لم يظهر مفتاحها بعد .
إلا أنه بمجرد اقتحام هذه العقبة فإن ما بعدها أيسر منها . وصورة الشكل السياسي لما بعد سقوط الانقلاب قد تكون متخيلة ، كما أن الواقع مؤهل ليسد فراغ ما بعد الانقلاب بدرجة ما ، كما يتوقع قدر من الثبات والاستقرار النسبي للواقع .
الشام والتحول من العسكرة إلى البناء السياسي ..
مع أن الواقع السوري يمتلك أدوات أفضل في مواجهة الخصم ، كما أنه تخطى مراحل كبيرة وحقق نتائج جيدة في مشروع تحرير بلاد الشام ، إلا ان الأزمة الكبرى تكمن في مرحلة ما بعد الأسد ، حين تحتاج الثورة للتحول من حالة العسكرة وإدارة التوحش إلى البناء السياسي وإدارة الدولة ، ومن حالة الكر و الفر والمد والجزر إلى الاستقرار السياسي .
أما أبرز التحديات في الحالة السورية تتلخص في :-
1 – ترتيب البيت الداخلي والاتفاق على تصور سياسي لما بعد الأسد .
2 – إيجاد صيغة للتعامل مع المحيط الدولي المعادي والوضع الكردي ومقاومة مشروع التفكيك والتقسيم .
3 – ترميم البيئة التحتية المدمرة وإعادة بناء مقومات الدولة .
وفي النهاية مازال جناحا الأمة ترفعهما امواج وتخفضهما امواج وتطيش بهما رياح من الشرق وأخرى من الغرب إلى أن ترسو سفينتهما على ساحل الأمان والقرار .
التعليقات