كلما هبت موجة للظلم .. أو عودة للاستبداد .. أو راية للثورة المضادة .. كلما تنادى الكثيرون للعودة لتحالف 25 يناير .. فهل هذا ممكن ؟.. وماذا عن أثر معطيات ما بعد الثورة على مكوناته ؟.. فضلا عن آثار الانقلاب وإفرازاته ؟.. أم أن هناك استجابات مطلوبة للمتغيرات الحادثة ؟.. أسئلة تبحث عن إجابات .. حتى الآن ..
لم يقف الاستبداد والإقصاء بحدوده عند الإسلاميين، بل طال بعض شركاء الانقلاب، وعاد هؤلاء إلى عصر ما قبل الثورة، حيث (المعارضة الكرتونية) أو (المواجهة الأمنية) . لكنهم لم يقدروا على تجاوز عقدة (الأغلبية الإسلامية) التي فرضت نفسها بعد الثورة، بل أضيفت إليها عقدة (الثورة الإسلامية) التي فرضت نفسها بعد الانقلاب .
لا خلاف أن حجم المعاناة من استبداد نظام مبارك، واتساع دائرة الإقصاء منه، كل ذلك كان له الدور الأكبر في جمع مختلف التيارات إسلامية وعلمانية ويسارية بل ومختلف شرائح المجتمع لصالح ثورة 25 يناير .. والسبب نفسه (معاناة الاستبداد / كثرة الإقصاء) يتكرر اليوم من قائد الانقلاب العسكري .. لكن هناك ما تغير .. فما هو ؟؟
أنه متغير ظهور الراية الإسلامية .. ظهورها وليس وجودها ولا حجم تأثيرها على الشارع العام، فوجود الحركة الإسلامية وحجم الانحياز الشعبي لها كان أمرا مسلما به من الجميع. لذلك كانت الاتفاقات في كواليس ثورة 25 يناير على عدم رفع الراية الإسلامية عليها مع أصالة دورهم فيها، وقَبِل الإسلاميون بذلك ليخرجوا من حالة التجميد والحصار المفروضة عليهم من نظام الاستبداد، ولكي لا يكون استئصال الإسلاميين – وهو الهدف المقبول دوليا – ذريعة لتمرير استئصال الثورة برمتها .
وبعد التنحّي ظلت الضغوط تسير في اتجاه واحد .. إنه تقليل ظهور الراية الإسلامية. ولهذا كانت مشاريع (الدستور أولا) و (المبادئ فوق الدستورية) وإلى (الرئيس التوافقي) و (تغييرات لجنة المائة) وحتى (الانقلاب من أجل الهوية) ..
لكن قواعد الحركة الإسلامية ضغطت في اتجاه (الأغلبية البرلمانية) وصولا إلى فرض (الرئيس الإسلامي) ورفع (راية الشريعة) ..
هذا المتغير لم يؤثر بدرجة كبيرة على دولة مبارك، والتي بقيت بعد رحيله في الأجهزة (الأمنية / والإدارية / والإعلامية / والقضائية) .. لأن عملهم في الثورة المضادة بدأ بعد التنحي مباشرة، وتعاونهم مع قوى خارجية في إدارة الأزمة، كان مجرد امتداد لعمالة ذات تاريخ .
لكن نفس المتغير كان ذا أثر خطير على .. شركاء ثورة 25 يناير. فانحاز أكثرهم إلى دولة المخلوع، واعتبروا أن الاستبداد في ظل الانقلاب العسكري – والذي شارك أكثرهم فيه – أفضل من الحرية في ظل حكم الإسلاميين – والذي لن يستطيعوا إزاحته بطريقة أخرى – .
لم يقف الاستبداد والإقصاء بحدوده عند الإسلاميين، بل طال بعض شركاء الانقلاب، وعاد هؤلاء إلى عصر ما قبل الثورة، حيث (المعارضة الكرتونية) أو (المواجهة الأمنية) . لكنهم لم يقدروا على تجاوز عقدة (الأغلبية الإسلامية) التي فرضت نفسها بعد الثورة، بل أضيفت إليها عقدة (الثورة الإسلامية) التي فرضت نفسها بعد الانقلاب .
لقد تغير الواقع، والخبرات والخيارات كذلك، وهكذا برز التساؤل الأهم .. هل يمكن أن تطرح صيغة من التوافق ضد الانقلاب ؟..
وللحديث بقية ..
التعليقات