إخوتي .. أحبتي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الرسالة الأولى :
إننا حين نتراسل ، فليس هذا لأننا طرفان بعيدان مختلفان ، نحتاج إلى التواصل عبر المراسلة ، بل لأننا نفس واحدة .. تفكر بصوت مرتفع .. وتنظر إلى صورتها في المرآة .. حتى تكون في فكرها وشعورها وسلوكها .. كما تحب أن تكون ..
الرسالة الثانية :
في آية : ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ) هل لفتت أنظاركم كلمة : (هنالك ) ..؟! إن زكريا – عليه السلام – نبي مؤمن بكمال قدرة الله – تعالى – .. لكنه لما رأى بعينه الرزق يأتي مريم بغير سبب .. (هنالك دعا .. ) لأن رؤية الآيات تجدد الإيمان وتقويه وتستدعيه .. فدعا ربه .. وقوي طمعه .. مع ضعف أسبابه ..
ونحن أيضا كنا نقرأ ونسمع آية : ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ .. ) وكنا نؤمن .. لكننا رأينا .. مع ضعف الأسباب .. رأينا كيف نزع الله الملك ممن يشاء .. وهذا من الآيات الربانية التي تجدد الإيمان وتقويه وتستدعيه ..
إننا في أيام من ( أيام الله ) التي تتجلى فيها قدرته الطليقة .. فيتجلى انتقامه ممن طغوا في البلاد ، وزعموا أن لن يقدر عليهم أحد ، وظنوا أنهم قادرون على الدنيا .. كما يتجلى إحسانه – سبحانه – إلى المستضعفين المظلومين سنين عددا .. لعلهم يذكرون .. ويشكرون ..
الرسالة الثالثة :
لقد كسرنا حاجز الخوف من المخلوقين .. فأعمارنا بيد الله .. وأرزاقنا من خزائنه .. ومستقبلنا عنده .. وحياتنا ليست هي هذه الدنيا القصيرة وحدها .. بل حياتنا تبدأ في الدنيا .. وتمتد إلى الأبد .. لا يملكها سوط ظالم .. ولا يأسرها خوف طاغية .. ولا تحدها حدود فقر أو ضعف أو موازين قوة أرضية ..
الرسالة الرابعة :
الامتحان بنعمة الحرية قد يكون أصعب من الامتحان ببلاء الاستضعاف .. فأهم من أننا تحررنا .. ماذا سنفعل بعد التحرر ..؟!
لما اشتكى بنو إسرائيل الاستضعاف ، قال لهم موسى – عليه السلام – : ( عَسَى رَبّكُمْ أَنْ يُهْلِك عَدُوّكُمْ وَيَسْتَخْلِفكُمْ فِي الْأَرْض فَيَنْظُر كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) .. فيا ترى على أي عمل سينظر إلينا ربنا – تعالى – ..؟!
الرسالة الخامسة :
الاتحاد من أعظم مقاصد الشريعة بعد التوحيد .. لذلك يركز عدونا الشيطان على إفساد وحدتنا ، إن عجز عن إفساد توحيدنا .. ألم يقل النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم ” ..؟!
فالذي لم يتعلم من درس الأمس ، وأنه ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض ” .. لن يكون مؤهلا للحفاظ على الأهداف الكبرى لثورتنا .. وسيبقى ” ينتظر اليوم الذي يؤكل فيه ” .. والعكس صحيح ..
الرسالة السادسة :
ليس الأقوياء المضحون وحدهم صناع النصر .. فلولا الضعفاء ما نصر الأقوياء .. كما قال رسولنا – صلى الله عليه وسلم – : ” هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ” ..؟!
فقلوبنا لا تحمل استكبارا على الخلق .. ونفوسنا لا تحمل استبدادا بالنصر .. بل نحن أوفياء .. لكل ضعفائنا .. سواء منهم من استشهد مظلوما .. أو من أسر مظلوما .. أو من عاش محروما .. في عقود ماضية .. فمن دماء كل هؤلاء ودموعهم .. تجمع الطوفان الذي أزاح الطغيان .. ولولاهم .. ما كنا الآن أحرارا .. فلهم الوفاء .. والتحية .. والإكبار .. كما علمونا قديما : ..
دَمْــعُ السَّـجـينِ هُـناكَ في أَغْلالِهِ وَدَمُ الشَّـــهـيــدِ هُنَــا سَيَــلْتـَقـِيـــانِ
حَتَّى إِذا ما أُفْعِـمَتْ بِـهـِمـا الرُّبـا لـم يَـــبْـــقَ غَيْـرُ تَمَرُّدِ الـفَيَــضــانِ
ومَـنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا بَــعْــدَ الــْهُـــدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ
إِنَّ اْحْتِدامَ الـنَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى أَمْرٌ يُثيرُ حَـــفِيــظَـــةَ الْبـــُرْكانِ
وتتابُـعُ القَـطَراتِ يَـنْزِلُ بَعْدَهُ سَيْـــلٌ يَليــهِ تَــدَفُّــقُ الطُّــوفــانِ
فَيَمُـوجُ يقـتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً أقْــوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّــلْــطـــانِ
لكنْ إذا انْتَـصَرَ الضِّيـاءُ وَمُـزِّقَتْ بَيَدِ الْجُــموعِ شَـــريـــعـةُ القُـــرْصـــانِ
فَلـَسَـوْفَ يَـذْكُـرُني وَيُكْـبِـرُ هِمَّتي مَـنْ كــانَ فــي بَلـَدي حَـــلــيـفَ هَــوانِ
وَإلــى لِــقاءٍ تَــحْـتَ ظِلِّ عَدالَةٍ قُـــدْســــِيَّـةِ الأَحْـكـامِ والـــمـــِيــــزانِ
التعليقات