عندما يروج الليبرالي “العربي” لأفكاره فإنه يعرف الليبرالية أنها الحرية في إطار أخلاق المجتمع!
هذا مع أن الليبرالية هي الانفلات من كل القيود و التحرر من كل مقدس. و أعظم هذه المقدسات و الزم هذه القيود هي حدود الدين و أحكامه. فكيف تحترم الليبرالية أعراف المجتمع و عاداته و هي أصلا خروج عن قيود ما هو أقدس و هو الشرع؟!
و لكن مع تسليمنا لهذا الطرح . فإنه لا يخلوا من إشكال.
فما هو إلا تكرارا لأفكار الجاهلية الأولى, و العقلية المتحجرة الرجعية التي تحترم ما يصادم تصوراتها و منطلقاتها فقط لأنه مما أقره المجتمع “إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّة“.
في حين لا يعتبر الإسلام و لايقدر أو يحترم أي تصور مناقض لحقيقته مهما كان حجمه و مهما كانت منزلة صاحبه. فيجعل تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام (المقدسة) في عرف مجتمعه فعلا محمودا بل يؤمر بالاقتداء به, برغم ما فيه من إيذاء لمشاعر المجتمع و تعديا على مقدساته. وكذلك كان فعل النبي (صلى الله عليه و سلم) و عيبه لالهة قومه و تسفيهه لعقولهم و تحطيمه لأصنامهم سواء كان ذلك قبل الهجرة على حين غفلة من الناس أو بعد الفتح عيانا جهارا.
التعليقات