الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله وآله ومن والاه وبعد..
فعملنا هذا يأتي بناء على ما سبق من تاريخ مشرف للتيار السلفي الثوري ضد الطغيان، واستثمارا لإمكانياته الكبيرة، وتداركا لأخلال أكثرها من ميراث ضغط الاستبداد السابق
فإن الجبهة السلفية – كما يعبر عنها اسمها – إنما هي حركة وتيار أو “جماعة ضغط” تضم عدة تكتلات دعوية سلفية من محافظات مختلفة وعدة رموز مستقلة من نفس الاتجاه؛ لذلك فهي لا تشترط الذوبان الكامل والاتفاق على كل الخيارات، بل يحتفظ الجميع بخياراتهم المستقلة – والتي تدور في حيز الخلاف الاجتهادي السائغ – ويجتمعون على أهداف ومبادئ هذه الجبهة.
وعليه، فإن مشروع الجبهة السلفية ليس إنشاء لعمل جديد بقدر ما هو تأطير وجمع لواقع موجود. وإعطاؤه الفرصة ليتحرك كمجموع قوي مؤثر، ذي صوت عال.
فعملنا هذا يأتي بناء على ما سبق من تاريخ مشرف للتيار السلفي الثوري ضد الطغيان، واستثمارا لإمكانياته الكبيرة، وتداركا لأخلال أكثرها من ميراث ضغط الاستبداد السابق، وارتقاء به وفق أصوله المنهجية، ليكون أقرب إلى تحقيق أهدافه الشرعية الكبرى.
أهداف الجبهة
إحياء ودعم القضايا الكبرى للأمة الإسلامية، وإرساء مفهوم الأمة الواحدة. بما يتجاوز متاجرة النفعيين، كما يتجاوز الانغلاقات الحزبية الضيقة، وكلاهما لا يخفى أن له صوته ورموزه في الواقع
- رفع راية الشريعة الإسلامية، والعمل على تحقيق حاكميتها في الواقع والمجتمع المصري، وزيادة حيز مرجعيتها، ومواجهة القوانين المضادة لها.
- الدفاع عن الحقوق المشروعة للإسلاميين خاصة والمسلمين عامة ـ لا دفاعاً حقوقياً فقط ـ وإنما بالأصالة دفاعاً عملياً يؤثر على أرض الواقع من خلال فعاليات سيأتي ذكرها، فإن الحق لا يوجد إلا بمقدار ما يدعمه من قوة.
- تقديم خطاب إسلامي سلفي للمجتمع مختلف عن ذلك الخطاب الإعلامي السائد في فترات الانكسار للاستبداد، بحيث يحافظ على الثوابت الشرعية من جهة، ويهتم بالواقع المصري فيعيش آلام وآمال الناس ولا ينفصل عنهم أو يستعلي عليهم من جهة أخرى.
- تقويم الخط الإسلامي ذاته داخليا بتقديم رؤية شرعية تجديدية، وخلخلة الرؤى القديمة غير المنضبطة والتي تم تكريسها في عقود الاستبداد الماضية والتي مازال لها ولرموزها امتداد مؤثر في صفنا الإسلامي حتى اليوم.
- التصدي للهجمات الإعلامية التضليلية ضد الإسلاميين عامة والسلفيين خاصة، والتي يقصد بها الصد عن سبيل الله وشريعته. ومقاومة استغلال العلمانيين لخطابات سلفية يشوبها الخلل الحقيقي.
- إحياء ودعم القضايا الكبرى للأمة الإسلامية، وإرساء مفهوم الأمة الواحدة. بما يتجاوز متاجرة النفعيين، كما يتجاوز الانغلاقات الحزبية الضيقة، وكلاهما لا يخفى أن له صوته ورموزه في الواقع.
- السعي للتحرر من كل أنواع التبعية للمحتل الغربي في بلادنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأخلاقيا، وكذلك مقاومة ورفض كل أشكال الاستسلام للعدو الصهيوني في المنطقة.
- إخراج أجيال تعتز بدينها وتنتمي لأمتها، تميز أهدافها وتسلك لها سبيلها، تستعصي على الدجل وتستعذب التضحية في سبيل الله والمستضعفين، ترتقي بأخلاقها وتطور مجتمعها ودولتها في كل باب.
- تقديم نموذج عملي مشرف للمسلمين، حيث تكون الحركة الإسلامية هي الرائد الأمين للأمة، وهي طليعتها المضحية لتحقيق آمال الأمة، وحرزها كي لا تعود إلى فترات الطغيان الجبري المستبد مرة أخرى.
الفعاليات المقترحة لتنفيذ الأهداف
فتح باب التنوع والابتكار في الوسائل ما دامت في دائرة المشروع، بما يتناسب مع مستجدات الأحداث ومتطلبات الواقع المتغير، سواء أكان ذلك في المجال المصري الداخلي أو في المجال الدولي الخارجي
أولاً: التظاهرات والاعتصامات السلمية لإرساء ـ أو التصدي ـ لقانون ما أو قضية معينة أو المطالبة بإطلاق سراح معتقل (أياً كان انتماؤه ما دام مظلوماً).
ثانياً: خطب الجمعة ودروس المساجد في كل المحافظات لكل الخطباء المنتمين للجبهة والمتعاونين معها على نفس الأهداف.
ثالثا: دعم حزب ـ أو أحزاب ـ إسلامية وربما التحالف مع غير الإسلامية أحياناً، ويكون المتحكم في ذلك هو مدى القرب أو البعد عن مقاصد الشريعة وفي ظل اعتبارات كل واقعةٍ بعينها.
رابعاً: الندوات والمؤتمرات بصورتها الحقيقية والتي ربما يستضاف فيها رموز من تيارات أخرى مختلفة، ومحاولة جذب جمهور من عموم الناس وليس من السلفيين أو الإسلاميين فقط.
خامساً: مشاركة مستويات الجبهة المختلفة في كيانات اقتصادية أو إعلامية أو سياسية، ودعم شبكات من الجمعيات الأهلية والأسر الجامعية والهيئات الحقوقية والنقابية وغيرها من فعاليات المجتمع المدني.
سادسا: توطيد الصلات بكل التيارات التي تعمل لصالح المجتمع ولو كانت غير إسلامية، والتعاون معها بشكل مدروس ـ يتم الاتفاق عليه ومتابعته ـ بحيث نكون جزءاً ملتحماً من البنيان الاجتماعي والسياسي في مصر على تنوعاته.
سابعا: فتح باب التنوع والابتكار في الوسائل ما دامت في دائرة المشروع، بما يتناسب مع مستجدات الأحداث ومتطلبات الواقع المتغير، سواء أكان ذلك في المجال المصري الداخلي أو في المجال الدولي الخارجي.
التشكيل الداخلي للجبهة السلفية
يشترط في الرموز أو التكتلات الإسلامية التي تنضم للجبهة : سلفية المنهج، وعدم الموالاة للطواغيت ولو سابقاً
- تمثل كل محافظة أو كتلة دعوية منتمية للجبهة، بواحد أو اثنين في شورى الجبهة، والتي تُتَّخذ فيها القرارات الخاصة بنا.
- القرارات الرسمية للجبهة بالأغلبية، ويحق للمخالفين الاحتفاظ بآرائهم، ولا يلزمون بما لا يقبلون.
- يتم انتخاب منسق عام للجبهة من شورى الجبهة، ليؤدي مهمته الإدارية، ويستمر في مكانه سنتين، قابلتين للتجديد مرة واحدة، ثم لا بد من انتخاب منسق عام جديد.
- يعبر عن الرأي الرسمي للجبهة المتحدث الرسمي، والمتحدثون الإعلاميون الذين تختارهم اللجنة الإعلامية من أعضائها.
- للجبهة لجنتها العلمية المتخصصة والتي تعنى بالضبط الشرعي لمواقف الجبهة، وتراجع ثلة من العلماء والمشايخ المعتبرين، من باب توسيع دائرة المشاورة واستفراغ الوسع في طلب الأقرب إلى الصواب.
- لكل منطقة بناؤها الذي يُدعَم بالبرامج التربوية والتعليمية والتوعوية، للارتقاء بالمجموع المنتمي للجبهة وتأهيله للأدوار التي ننشدها منه.
- يحرص على توظيف كوادر الجبهة وأفرادها من خلال لجانها العملية، والتي يتم تشكيلها في كل منطقة. ثم تمثل لجنة كل منطقة بعضو في اللجنة المركزية.
- لجان الجبهة السلفية خمس: المكتب السياسي – المكتب الإعلامي – اللجنة العلمية والدعوية – لجنة الاتصال – اللجنة الميدانية.
- تقدم المجموعات والتكتلات الدعوية بلجانها المختلفة التقارير والرؤى التفصيلية للواقع، كما تقدم التوصيات العملية لها بما يتوافق مع إمكانيات هذه المجموعات.
- تتيح الجبهة حرية الحركة النسبية داخلها طالما كانت في حدود المتفق عليه كإطار عام، مع المتابعة وتقويم الأخطاء أولاً بأول، على أن يلتزم الجميع بالرجوع أو التعديل الفوري لأي موقف ينسب للجبهة. ويكون هذا من دور المنسق.
- يشترط في الرموز أو التكتلات الإسلامية التي تنضم للجبهة : سلفية المنهج، وعدم الموالاة للطواغيت ولو سابقاً.